و ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . . ولكنهما - والله العالم - مرتبطتان تمام الارتباط ، ويكون معنى الآيتين سوية : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن والتزمتن بتكليفكن المشدد ، واتبعتن أوامر الله تعالى ونواهيه التي شددها عليكن ، لأن الله تعالى - وباعتباركن من أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) - أراد لكن ، باتباعكن هذه الأوامر ، أن تحظين بطهارة أسمى من كل نساء الأمة ، وأن تكن في سوية أرفع منهن وأعلى . . وأما عن اللام في « ليذهب » فهي - كما قال السيد مرتضى - تدل بشكل قطعي على إرادة تشريعية ، ولا تدل على غير ذلك . فالمسألة هي عبارة عن أوامر ونواهي إلهية موجهة لزوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي حالة اتباعهن لها ، والتزامهن بهذه الأوامر والنواهي ، فإن هذا يؤدي لإذهاب الرجس عن « أهل البيت » وتطهيرهم ، أو عن جزء من « أهل البيت » وتطهير هذا الجزء بالأصح . فوجود اللام يعني بشكل حتمي : أن هناك أوامر ، وأن تنفيذ هذه الأوامر هو شرط أساسي ، بل هو السبيل لتحقيق التطهير . وهذا يقتضي أنه في حال عدم التزام نساء النبي بهذه الأوامر بالشكل التام ، فإن التطهير - تطهير « أهل البيت » - لن يتم بالشكل الكامل ، وهذا ينفي مفهوم العصمة عن الآية .