وهذا ينسجم مع ما قاله السيد جعفر مرتضى في ص 73 من كتابه ذاته ، إذ يقول : « بيان ذلك أن كلمة « إنما » تثبت ما نفته « ليس » عند الزجّاج وغيره ، كقوله تعالى : * ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ) * [1] . . انتهى كلام السيد . . ولعل المثال الأوضح مما ذكره السيد على العلاقة بين « إنما » و « ليس » هو قوله تعالى : * ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوء بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) * [2] . والملاحظ أن كلمة « ليس » الوحيدة الواردة في الآيات الكريمة الموجهة لنساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) هي في الآية الكريمة : * ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) * . وقد لا يفهم المرء للوهلة الأولى العلاقة بين « لستن » و « إنما » ، أو العلاقة بين * ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) *
[1] سورة التوبة الآية 60 . [2] سورة النساء الآية 17 و 18 .