واضحة إلى أن هذا البيت بيته . وأما الآية التي تنهى الناس عن دخول بيوت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إلا أن يؤذن لهم ، فهي في مقام التشدد على المؤمنين الذين يؤذون رسول الله في أهله . . فنسبة البيوت إليه ( صلى الله عليه وآله ) ، تكون أدعى في الزجر ، وأوقع في النفوس مما لو نسبت لغيره ( صلى الله عليه وآله ) . وثالثاً : إن نسبة البيوت له ( صلى الله عليه وآله ) ، في تلك الآية تفيد تعظيم هذه البيوت به ( صلى الله عليه وآله ) ، فيكون الإقدام على المساس بها إقداماً على المساس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نفسه . . بواسطة زوجته ، ولا يرضى أحد بأن يتطفل أحد على زوجته حتى لو كانت شر زوجة ، لأنها عرضه وناموسه وشرفه و . . و . . ورابعاً : إن هذه البيوت هي بيوت النبي ، وقد أسكن بها أزواجه ، ثم نسبها إليهن في هذه الآيات ، ولم ينسبها للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والسؤال هو : لماذا لم ينسبها إليه ( صلى الله عليه وآله ) كما نسبها في آية نهي المؤمنين عن دخول بيوت النبي إلا بإذنه ؟ . . فإن لم يكن هو خصوص ما تقدم من أن ذلك أقوى في تحريضهن على تذكر ما ينزله الله تعالى فيها ، وأدعى للإنزجار بزواجرها ، والإئتمار بأوامرها ، فلا بد أن يضاف إلى ذلك : أن المقصود هو إبعاد شخص النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن بيت قد تصدر من ساكنيه بعض الهفوات ، فلا يريد الله سبحانه أن يلحق نبيه حتى ولو في مستوى التوهم أي حزازة ، تنشأ عن الإلماح إلى أنه ( صلى الله عليه وآله ) في جملة ساكني تلك البيوت ، الذين يحتمل في حقهم