وعترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . والمقصود بهم أشخاص بأعيانهم هم أهل الكساء ، وباقي الأئمة الاثني عشر وقد أخبر ( صلى الله عليه وآله ) أن عترته هم سفينة النجاة ، وأن العترة والقرآن لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، ففرض افتراقهما قبل ذلك يكون تكذيباً للرسول ، والعياذ بالله . والله ورسوله أعلم بالعلماء الحقيقيين ، الذين هم أعرف بأمور الدين والشريعة من كل أحد . . فإذا أخبرنا الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) بأن « أهل البيت » هم العلماء الحقيقيون فليس أمامنا إلا التسليم والرضا . وهذا هو ما حصل بالفعل ، وحديث الثقلين هو أحد تلك النصوص التي أخبرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بواسطتها بذلك . فإذا ما أردنا أن نأخذ من أحد ، فإنما نأخذ منه إذا كان قد روى ذلك وأخذه عنهم ، وتلمذ به عليهم ، فهذا في الحقيقة أخذ منهم ، لا أخذ من العلماء دونهم . 3 - وأما قوله إنما العصمة للنبيين . فهو عجيب منه : أولاً : لأنهم هم الذين يقولون : إن الأمة معصومة ، وأن الإجماع نبوة بعد نبوة [1] .
[1] المنتظم لابن الجوزي ج 9 ص 210 والإلمام ج 6 ص 126 والإحكام في أصول الأحكام للآمدي ج 1 ص 204 و 205 وبحوث مع أهل السنة والسلفية ص 27 عن المنتظم ، عن أبي الوفاء بن عقيل ، أحد شيوخ الحنابلة .