ثانياً : لو كانت الإرادة تشريعية أيضاً ، لم يكن ثمة حاجة إلى الدعاء ، إذ لا معنى لأن يقول ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم اجعل أهل بيتي مشمولين لأوامرك ، ونواهيك ، وأبعدهم عن آثار المخالفة إذا امتثلوا أوامرك ونواهيك . . فإن هذا لا يصدر ممن له أدني مِسْكة ، فضلاً عن أن يصدر عن عقل الكل ، وإمام الكل ، ومدبر الكل . 4 - إن ابن تيمية الذي ذكر ما تقدم هو نفسه قد صحح حديث الكساء ، وذكر أن مسلماً وأحمد قد روياه . ونلاحظ هنا : ألف : إن الذين ذكرهم ابن تيمية نفسه على أنهم قد رووا حديث الكساء ، قد ذكروا : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قرأ الآية حين جمع أهل الكساء ، لا أنه ( صلى الله عليه وآله ) دعا لهم بمضمونها . ومنهم من صرح بأن الآية قد نزلت في هذه المناسبة . وهو ما صرحت به عشرات المصادر الأخرى أيضاً ، فراجع . ب : إن نفس ابن تيمية قد اختار النص الذي يصرح فيه بنزول الآية في هذه المناسبة [1] . ولكنه حين يريد أن يعترض ويناقش ؛ فإنه يسجل اعتراضه على نص آخر تخيل أنه يفيده فيما يرمي إليه - انطلاقاً من نصبه وحقده وعدائه لعلي ( عليه السلام ) ، وأهل بيته ، وشيعته الأبرار - من صرف