إذن فلا ضير في أن تكون الآية قد نزلت في أهل الكساء ، الذين كانوا مطهرين عن كل رجس من أول أمرهم ، وقد دعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهم لتستمر هذه الطهارة في المستقبل أيضاً . ويمكن أن تكون فائدة الدعاء هي زيادة مراتب ودرجات الخلوص والتطهير لهم وتعميق ذلك وترسيخه بصورة أتم وأقوى . وقد تكون فائدة الدعاء مجموع الأمرين المتقدمين . 2 - قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : « إن الآية على ما مر في بعض الروايات إنما نزلت بعد دعوة النبي لهم [1] ، وأن يعطيه ما وعده فيهم . وقد سأل الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم ، لا أن يريد ذلك منهم . فلو كان المراد هذا النوع من الإرادة لكان نزول الآية في الحقيقة رداً لدعوته ، لا إجابة لها ، وبطلانه ظاهر » [2] . 3 - بالنسبة لقول الآلوسي : لو كانت الإرادة تكوينية لم يكن ثمة حاجة إلى الدعاء نقول : أولاً : إن الإرادة تشريعية للزوجات ، وهي تكشف عن حصول طهارة حقيقية بصورة قطعية وجازمة بالنسبة ل « أهل البيت » حسبما تقدم بيانه .
[1] ويدل على ذلك عدد من النصوص ، فراجع آية التطهير في أحاديث الفريقين ج 1 ص 46 و 48 و 182 و 228 و 107 و 112 . [2] البحار ج 35 ص 234 .