وقد حكى الله ذلك عن اليهود ، فقال : * ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) * [1] . ثم كانت أيضاً من عقائد المشركين الذين حكى الله عنهم قولهم : * ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) * [2] . ثم إن هذه العقيدة قد بقيت مهيمنة على عقلية الكثيرين من الناس الذين أسلموا ، رغم شدة محاربة الإسلام لها . ومحاولاته الجادة لاقتلاعها من عقل وفكر الإنسان العربي ، المبهور بأهل الكتاب ، والمتأثر برواسب الشرك . ولكن ذلك لم يكن أمراً سهلاً ولا ميسوراً . فاستمرت هذه العقيدة تظهر في مواقف وتصريحات الكثيرين منهم . حتى على مستوى أولئك الذين كان لهم نصيب في السلطة والحكم ، بل في أعلى مستويات القيادة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وقد ظهرت هذه العقيدة في الكثير من مواقف وكلمات الخلفاء بعد الرسول ، باستثناء علي ، ( عليه السلام ) ثم في كلمات معاوية ، وعائشة ، وخالد بن الوليد ، وعمر بن سعد ، والمنصور ، وغير هؤلاء كثيرون ، كما يظهر من
[1] سورة المائدة الآية 64 . [2] سورة الأنعام الآية 148 .