إن ما يثير الانتباه هنا أن أم المؤمنين تنحو باللائمة هنا على القدر الإلهي ، وبذلك تكون قد برأت نفسها ، أو فقل قد خففت من ذنبها إلى درجة كبيرة ! ! . الجبر عذر المجرمين والجبابرة : وما نريد أن ننبه إليه هنا هو : أن مسألة الجبر الإلهي قد استدل بها كثيرون لأمورٍ عجزوا عن إيجاد التبرير المعقول ، والمقبول لها ، فأحالوا الأمر على الله سبحانه ، ووجهوا التهمة إليه مباشرة ، حيث أمنوا من التكذيب ، ومن أن يتصدى أحد للدفاع عنه تعالى . وقد صدرت هذه الإحالات على الله سبحانه وتعالى ، ودعاوى أن ما صدر منهم لم يكن لهم حيلة فيه ، بل الله أجبرهم عليه ، عن عدد من كبار الصحابة والحكام والسياسيين . ونوضح ذلك هنا بقدر ما يسمح لنا به المقام ، فنقول : إن عقيدة الجبر ، هي من بقايا عقيدة أهل الكتاب ، وقد صرحت بها كتبهم المحرفة بصورة واضحة ، فراجع : التوراة ، والتلمود ، والإنجيل أيضاً [1] .
[1] ذكر موارد ذلك يوجب تطويلاً على القارئ ، وخروجاً عن الموضوع ، ولذلك فنحن نكل تتبع ذلك في مصادره إلى القارئ إن وجد حاجة ماسة له .