وهذا يعني : أن القضية ليست مجرد حبٍ وميلٍ منه تعالى . بل هي قضية طهارة وعصمة تامة ، ومتحققة على صعيد الواقع . هذا كله ، عدا عن النصوص التي لا تكاد تحصى كثرة وقد ذكرها الأئمة ( عليهم السلام ) في احتجاجاتهم ، وتعداد فضائلهم ، وفي كثير من أدعيتهم . وهي تدل على أن الله سبحانه قد طهرهم وأذهب عنهم الرجس فعلاً لا أنه أحب ذلك [1] . هم صفوة ولهم العصمة : لقد رأى البعض : أن آية التطهير لا تدل على عصمة « أهل البيت » بل هم صفوة ، وليسوا بأهل عصمة ، إنما العصمة للنبيين . أما الأمر بالأخذ عنهم في حديث الثقلين ؛ فإنما هو للأئمة منهم ، ولا يشمل المسئ المخلط . والمقصود : الاقتداء بالعلماء منهم ، فإذا وجد العلم في غيرهم لزم الاقتداء بذلك الغير . وإنما أشار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليهم لأن العنصر إذا طاب ، كان معيناً لهم على فهم ما يحتاج إليه ، لأن طيب العنصر يؤدي إلى محاسن الأخلاق ، وهي تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته ، فيوجب كون النور أعظم ، ويشرق الصدر بنوره ، ويكون ذلك عوناً على درك ما
[1] راجع : آية التطهير في أحاديث الفريقين بمجلديه : الأول والثاني .