عناية ربانية في أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بيت شرف ، وطهر ، ومجد ، وفضل ؛ فإذ وجد لهذا النبي أهل بيت نبوة ، بعد أن يصبح نبياً ، وكانوا مطهرين من الذنوب ، فذلك لا يكون على خلاف القاعدة ، إذ أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد جعل من خير بيوت قريش ، فلا غرو أن يكون أهل بيته الذين تربوا في حجر النبوة مطهرين أيضاً من الذنوب . فوجود أهل بيته إنما هو في طول وجوده كنبي ، لا في عرضه . 7 - فليس المراد إذن ، ب « أهل البيت » جميع بني هاشم ، لأن بني هاشم كان فيهم العالم والجاهل ، والمؤمن والكافر ، والفاسق والتقي . وإنما يراد بيان فضل جماعة خاصة أطلق عليهم القرآن عنوان أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أي من حيث هو نبي ، ومن حيث أن البيت بيت النبوة . . ولو كان العرق والقبيلة معياراً للزم أن يكون أبو لهب وأمثاله مطهرين أيضاً من الذنوب مع أن الأمر ليس كذلك . وهذا يعني : أنه وإن كان لبيت القبيلة أثره الكبير ، ولكنه ليس هو كل شيء ، ولا بالنسبة إلى كل أحد ؛ فلا بد من الرجوع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليخبرنا عن الطاهرين منهم ، ويميزهم لنا عن غيرهم . للتأييد فقط : ويؤيد هذا المعنى ، أن نوحاً ( عليه السلام ) ، قال : * ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ