4 - إن زيد بن أرقم لم يكن بصدد بيان المراد من عبارة « أهل البيت » الواردة في آية التطهير ، بل كان يفسر المراد من حديث الثقلين [1] . وهو وإن كان قد اشتبه في تفسيره له ، لأجل ما ذكرناه آنفاً ، إلا أنه يمكن أن يكون رأيه في المراد من « أهل البيت » في آية التطهير خلاف ذلك ، خصوصاً مع إصراره هنا على أن كلمة « أهل البيت » لا تشمل النساء ، فضلاً عن اختصاصها بهن لا سيما وهو يرى إصرار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على تطبيق الآية على خصوص أهل الكساء . وقد استمر ( صلى الله عليه وآله ) يؤكد ذلك أشهراً عديدة . بل إلى أن توفي ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين ) . 5 - أما حديث ابن عباس ، حول جعل الله القبائل بيوتاً ، فجعل نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من خيرها بيتاً ؛ فهو لا يدل على أن المراد ب « أهل البيت » في آية التطهير جميع بني هاشم ، أو جميع من حرموا الصدقة بعده ( صلى الله عليه وآله ) كما يدعيه زيد بن أرقم . بل هو كلام آخر ، له سياقه الخاص به . . 6 - إن حديث ابن عباس ، ليس فقط لا ينافي حديث الكساء المتقدم ، بل هو ينسجم معه ويؤكد مضمونه ، فإن المراد به ، أن هناك
[1] راجع هذه الفقرة في تفسير القرآن العظيم ج 3 ص 486 والكلمة الغراء ( مطبوع مع الفصول المهمة ) ص 215 .