فإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض » . ثم قال : « إنّ الله مولاي وأنا وليّ كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي فقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه » . فقلت لزيد : سمعتَه من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ ! فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأُذنيه [1] . وأخرجه باختلاف في اللفظ كلّ من البخاري في التاريخ الكبير [2] ، ومسلم في صحيحه باب فضائل علي رقم 2408 ، وأحمد في المسند 3 / 17 و 4 / 366 ، وعبد بن حميد في مسنده رقم 265 . وأخرجه ابن أبي شيبة وابن سعد وأحمد وأبو يعلى ، عن أبي سعيد ، وعنهم في جمع الجوامع وكنز العمّال .
[1] وقد عجب أبو الطفيل من زيد أشدّ العجب لمّا حدّثه بهذا الحديث ، إذ فهم منه بطبعِه وفطرته النصّ على علي بالاستخلاف ، فكيف جاوزه إلى غيره ! فسأله متعجّباً : سمعتَه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! فأجابه زيد بن أرقم : ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأُذنيه ! ! قال الكميت : ويومُ الدوحِ دوحُ غديرِ خم * أبانَ له الولاية لو أُطيعا ولم أرَ مثلَ ذاكَ اليومِ يوماً * ولم أرَ مثلَهُ حقّاً أُضيعا نعم وثب على الحكم ثائرون ، وأعانهم عليه المنافقون ، وجاملهم أصحاب المصالح والمطامع ، وسكت عنهم الباقون ، ثم الموتورون من جانب والتهديد بالنار والممارسات القمعية من جانب آخر ، فكان ما كان ممّا لست أذكره . . . هذا وقد كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أخبر عليّاً ( عليه السلام ) بأنّ الأُمّة ستغدر بك ! وكان تقدّم إليه بضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلاّ من بعدي ! وأخبر أصحابه أنّهم سيبتلون في أهل بيته ، وأنّهم سيفتنون من بعده ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يرى مواقع الفتن في بيوتهم ، وكان أخبر أهل بيته ( عليهم السلام ) أنّهم سيرون تطريداً وتشريداً . . . ! [2] التاريخ الكبير 3 / 96 ، أورد الإسناد وأوعز إلى المتن على عادته في كتاب التاريخ ؛ لأنّ الاهتمام فيه بتراجم الرواة .