نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 53
فإنها أمتي وقد تصلح أيضا للشهوة وألقى الله عليه الشهوة وقد علم قبل ذلك المعرفة فقال يا رب فإني أخطبها إليك فبما رضاك لذلك قال رضائي أن تعلمها معالم ديني فقال لك ذلك علي يا رب إن شئت ذلك قال عز وجل قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها إليك فقال أقبلي فقالت بل أنت فأقبل إلي فأمر الله عز وجل آدم أن يقوم إليها فقام ولو لا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى يخطبن على أنفسهن فهذه قصة حواء صلوات الله عليها . أقول : المشهور بين العامة أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر . وفي بعض الأخبار ما يدل عليه وهذا الحديث وما بمعناه ينفي ذلك القول وحينئذ لذلك الأخبار إما محمولة على التقية أو على أنها خلقت من فضلة الطينة كما قاله الصدوق . قال الرازي في تفسير قوله تعالى * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ و ) * جعل * ( خَلَقَ مِنْها زَوْجَها ) * المراد من هذا الزوج هو حواء وفي كون حواء مخلوقة من آدم قولان الأول وهو الذي عليه الأكثر أنه لما خلق الله آدم ألقى عليه النور ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسرى فلما استيقظ رآها ومال إليها لأنها مخلوقة من جزء من أجزائه واحتجوا عليه بقول النبي ( ص ) إن المرأة خلقت من ضلع فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها . القول الثاني وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني في أن المراد من قوله * ( وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ) * أي من جنسها وهو كقوله تعالى * ( والله ) * خلق * ( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) * وكقوله * ( إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا ) * منهم * ( مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) * . قال القاضي والقول الأول أقوى لكي يصح قوله * ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) * إذ لو كانت حواء مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين لا من نفس واحدة ويمكن أن يجاب عنه بأن كلمه من لابتداء الغاية فلما كان ابتداء التخليق والإيجاد وقع بآدم ( ع ) صح أن يقال * ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) * وأيضا فلما ثبت أنه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان قادرا على خلق حواء من التراب فإذا كان الأمر كذلك فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم ( ع ) انتهى . وقال بعض أهل الحديث يمكن أن يقال إن المراد بالخلق من نفس واحدة الخلق من أب واحد كما يقال بنو تميم نشئوا من تميم ولا تنافيه شركة الأم على أنه يجوز أن يكون من قوله * ( مِنْها ) * للتعليل أي لأجلها . ( وفيه أيضا ) عن زرارة عن أبي عبد الله ( ع ) في حديث طويل ذكر فيه ما يقوله العامة من تزويج الإخوة بالأخوات إلى أن قال : ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل
53
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 53