نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 51
الكافي بإسناده إلى أبي عبد الله ( ع ) قال : إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم طفق يخصف عليه * ( مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ، ) * وطار عنه لباسه الذي كان عليه من حلل الجنة فالتقط ورقة فستر بها عورته فلما هبط عبقت أي لصقت رائحة تلك الورقة بالهند بالنبت فصار في الأرض من سبب تلك الورقة التي عبقت بها رائحة الجنة فمن هناك الطيب بالهند لأن الورقة هبت عليها ريح الجنوب فأدت رائحتها إلى المغرب لأنها احتملت رائحة الورقة في الجو فلما ركدت الريح بالهند عبق بأشجارهم ونبتهم فكان أول بهيمة أرتعت من تلك الورقة ظبي المسك فمن هناك صار المسك في سرة الظبي لأنه جرى رائحة النبت في جسده وفي دمه حتى اجتمعت في سرة الظبي . وفيه عنه ( ع ) قال : إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم ( ع ) أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان وغرسها لتكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها فقال إبليس لعنه الله يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت بها قبلك ائذن لي آكل منها شيئا فأبى أن يطعمه فجاء إلى حواء فقال للحواء إنه قد أجهدني الجوع والعطش فقالت له حواء ( ع ) إن آدم عهد أن لا أطعمك من هذا الغرس لأنه من الجنة ولا ينبغي لك أن تأكل منه فقال لها فاعصري في كفي منه شيئا فأبت عليه فقال ذريني أمصه ولا آكله فأخذت عنقودا من العنب فأعطته فمصه ولم يأكل منه شيئا لما كانت حواء قد أكدت عليه فلما ذهب بعضه جذبته حواء من فيه فأوحى الله عز وجل إلى آدم ( ع ) أن العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس لعنه الله وقد حرمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتى مص من العنبة ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمارها وما يخرج منها ثم إنه قال لحواء ( ع ) فلو أمصصتيني من هذا التمر كما أمصصتيني من العنب فأعطته ثمرة فمصها وكانت العنبة والتمر أشد رائحة وأذكى من المسك الأذفر وأحلى من العسل فلما مصهما عدو الله ذهبت رائحتهما وانتقصت حلاوتهما ثم إن إبليس الملعون ذهب بعد وفاة آدم ( ع ) فبال في أصل الكرمة والنخلة فجرى الماء في عروقهما ببول عدو الله فمن ثم يختمر التمر والعنب أي يتغير ريحهما ويصير منتنا فحرم الله عز وجل على ذرية آدم كل مسكر لأي الماء جرى ببول عدو الله في النخل والعنب وصار كل مختمر خمرا لأن الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله وعنه ( ع ) قال : العجوة أم التمر وهي التي أنزلها الله تعالى لآدم من الجنة
51
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 51