نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 46
والآخرين من غير تعلم ومن تناول بغير إذن الله خاب من مراده وعصى ربه * ( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) * بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أؤثر بها غيركما إذا رمتما بغير حكم الله قال الله تعالى * ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ ) * عنهما * ( عَنْها ) * عن الجنة بوسوسته وغروره بأن بدأ بآدم فقال * ( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِه الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ ) * إن تناولتما منها تعلمان الغيب وتقدران على ما يقدر عليه من خصه الله تعالى بالقدرة * ( أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) * لا تموتان أبدا وكان إبليس بين لحيي الحية أدخلته الحية وكان آدم يظن أن الحية هي التي تخاطبه ولم يعلم أن إبليس قد اختبأ بين لحييها فرد آدم على الحية أيتها الحية هذا من غرور إبليس كيف أروم التوصل إلى ما منعني ربي وأتعاطاه بغير حكمه فلما أيس إبليس من قبول آدم عاد ثانية بين لحيي الحية فخاطب حواء من حيث يوهمها أن الحية هي التي تخاطبها وقال يا حواء أرأيت هذه الشجرة التي كان الله حرمها عليكما قد أحلها لكما بعد تحريمها لما عرف من حسن طاعتكما له وذلك أن الملائكة الموكلين بالشجرة التي معها الخراب يدفعون عنها سائر حيوانات الجنة لا يدفعونكما عنها إن رمتما فاعلما بذلك أنه قد أحل لكما وأبشري بأنك إن تناولتها قبل آدم كنت أنت المسلطة عليه الآمرة الناهية فوقه فقالت حواء سوف أجرب هذا فرامت الشجرة فأرادت الملائكة أن يدفعوها عنها بحرابها فأوحى الله إليها إنما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره وأما من جعلته متمكنا مميزا مختارا فكلوه إلى عقله الذي جعلته حجة عليه فإن أطاع استحق ثوابي وإن عصى وخالف أمري استحق عقابي فتركوها ولم يتعرضوا لها بعد ما هموا بمنعها بحرابهم فظنت أن الله نهاهم عن منعها لأنه قد أحلها بعد ما حرمها فقالت صدقت الحية وظنت أن المخاطب بها هي الحية فتناولت منها ولم تنكر من نفسها شيئا فقالت لآدم ( ع ) ألم تعلم أن الشجرة المحرمة علينا قد أبيحت لنا وتناولت منها ولم تمنعني ملائكتها ولم أنكر شيئا من حالي فلذلك اغتر آدم ( ع ) وغلط فتناول فأصابهما ما قال الله تعالى في كتابه * ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها ) * بغرور * ( فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيه ) * من النعيم * ( وقُلْنَا ) * يا آدم ويا حواء ويا أيتها الجنة ويا إبليس * ( اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) * وآدم وحواء وأولادهما أعداء للحية وإبليس وأولاده أعداؤكم * ( ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) * للمعاش * ( ومَتاعٌ إِلى حِينٍ ) * الموت وكانت الحية من أحسن دواب الجنة وهبوطها كان من الجنة وهبوط إبليس من حواليها فإنه كان محرما عليه دخول الجنة الحديث أقول اختلف في كيفية وصول إبليس إلى آدم وحواء حتى وسوس إليهما وإبليس كان قد أخرج من الجنة حين أبى السجود وهما في الجنة .
46
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 46