نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 45
الخلد في الجنة إذا كان الأكل مباحا منها يكون مأمورا به وإذا كان الأكل منهيا عنه يكون أثره المترتب عليه ما وقع على آدم من إخراجه من الجنة في ذلك اليوم وقوله بدهر طويل يرجع حاصله إلى أن الله سبحانه علم بذنب آدم وقدره موافقا للعلم القديم كما هو حال جميع مقدرات الله سبحانه ومقدراته العياشي عن عبد الله بن سنان قال : سئل أبو عبد الله ( ع ) وأنا حاضر كم لبث آدم ( ع ) وزوجته في الجنة حتى أخرجهما منها فقال إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه ثم أسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك فو الله ما استقر فيها إلا ست ساعات في يومه ذلك حتى عصى الله فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا * ( فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) * فاستحى آدم من ربه وخضع وقال * ( رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ) * واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا قال الله لهما اهبطا من سماواتي إلى الأرض فإنه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي وقال أبو عبد الله ( ع ) إن آدم لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها وقالت له أفلا كان فرارك قبل أن تأكل مني وفي هذا الحديث دلالة على أن تلك الجنة كانت في السماء والظاهر أنها شجرة الخلد وفي تفسير الإمام العسكري ( ع ) * ( ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ ) * شجرة العلم شجرة علم محمد وآل محمد آثرهم الله تعالى به على سائر خلقه فقال الله تعالى * ( ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ ) * شجرة العلم فإنها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم لا يتناول منها بأمر الله إلا وهم منها ما كان يتناوله النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار المأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة فلذلك اختلف الحاكون بذكر الشجرة فقال بعضهم هي برة وقال آخرون هي عنبة وقال آخرون هي عنابة وقال الله * ( ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ ) * تلتمسان بذلك درجة محمد وآل محمد في فضلهم فإن الله عز وجل خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله ألهم علم الأولين
45
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 45