نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 437
بهم وأهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عندهما فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم واستقبلهم الحطابون والحماة والرعاة بأغنامهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا يا تنوخا كذبني الوحي وكذبت وعدي لقومي ولا عزة لي ولا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية البحر مستنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه فيقول له كذاب فلذلك قال الله تعالى * ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * الآية ورجع تنوخا إلى القرية فلقي روبيل فقال له يا تنوخا أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع رأيي أو رأيك فقال له تنوخا بل رأيك كان أصوب ولقد كنت أشرت برأي الحكماء العلماء فقال تنوخا أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك وما أعطاك ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس ( ع ) على وجهه مغاضبا لربه فكان من قصته ما أخبر الله في كتابه * ( فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) * قال أبو عبيدة قلت لأبي جعفر ( ع ) كم كان غاب يونس ( ع ) عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه قال أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له وما هذه الأسابيع شهور أو أيام أو ساعات فقال يا عبيدة إن العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال وصرف عنهم من يومهم ذلك فانطلق يونس ( ع ) مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر وسبعة أيام في بطن الحوت وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه فكان ذهابه ورجوعه مسيرة عشرين يوما ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال الله * ( فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ ) * العياشي عن أبي جعفر ( ع ) في حديث قال فيه : إن العذاب نزل على قوم
437
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 437