نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 436
فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا العذاب تنحى روبيل من القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف وهدير فلما رأوها عجوا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا إليه وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها وعجت سخال البهائم تطلب اللبن وعجت الأنعام تطلب المرعى فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان صيحتهم وصراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى فاستجاب دعاءهم وقبل توبتهم وأوحى إلى إسرافيل أن يهبط إلى قوم يونس ( ع ) فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء والتضرع وتابوا فرحمتهم وأنا الله التواب الرحيم وقد كان عبدي يونس سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم وأنا أحق من وفى بعهدي ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي فقال إسرافيل يا رب إن عذابك قد بلغ أكنافهم وكاد أن يهلكهم وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم فكيف أنزل أصرفه فقال الله كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يوقفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتي أمري فيهم وعزيمتي فاهبط يا إسرافيل عليهم واصرفه عنهم واصرفه على الجبال بناحية مغاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العادية المستطيلة على الجبال فأذلها به لينها به حتى تصير ملينة حديدا جامدا فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال قال أبو جعفر ( ع ) وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيامة فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا من رؤس الجبال إلى منازلهم ضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم وأصبح يونس ( ع ) وتنوخا يوم الخميس في موضعهما لا يشكان أن العذاب قد نزل
436
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 436