نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 42
رأينا منزلتهم في جنتك فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان العذاب فأوحى الله إليهما يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنوار حججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري * ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ وقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) * فحملهما على تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين فناداهما * ( أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ ) * تلك * ( تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ) * ف * ( قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) * قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش فلما أراد الله عز وجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل ( ع ) فقال لهما إنكما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى أرضه فاسألا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما فقالا اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة إلا تبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما فلم تزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الإنسان الذي قد عرفت فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عز وجل * ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَهَا الإِنْسانُ إِنَّه كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ) * أقول لا يتوهم أن آدم ( ع ) صار يتمنى منزلتهم من الظالمين المدعين لمنزلتهم حتى يستحق بذلك أليم النكال فإن في عده من الظالمين هنا نوعا من التجوز لأنه تشبه بهم في التمني ومخالفة الأمر الندبي لا في ادعاء المنزلة وغصبها والقتل عليها وحمل الأمانة غير حفظها كما يدل عليه قوله فلم تزل أنبياء الله يحفظون هذه الأمانة إلى قوله فيأبون حملها فالمراد بحملها ادعاؤها بغير حق وغصبها وقال الزجاج كل من خان الأمانة فقد حملها ومن لم يحمل الأمانة فقد أداها فآدم ( ع ) لم يكن من الحاملين للأمانة على ما ذهب إليه بعض المفسرين وفسروا الإنسان بآدم وقوله الذي قد عرفت هو الأول وهذا مشهور لا أصل له لأن الثاني : كما قال الصادق ( ع ) سيئة من سيئات الأول * ( وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) * وعن ابن عباس قال : لما خلق الله تعالى آدم * ( ونَفَخَ فِيه مِنْ رُوحِه ) * عطس فألهمه الله
42
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 42