نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 383
مغاير لما أوحى الله سبحانه إلى الأنبياء المتقدمين وعليه كان عمل الأنبياء والعلماء إلى عصر داود ( ع ) . والوجه الرابع يستفاد من الحديث الذي رواه الثقة علي بن إبراهيم وقد تقدم علل الشرائع وعيون الأخبار مسندا إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ( ع ) قال سليمان بن داود ( ع ) قال ذات يوم لأصحابه إن الله تبارك وتعالى قد وهب * ( لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) * سخر لي الريح والجن والإنس والطير والوحوش وعلمني * ( مَنْطِقَ الطَّيْرِ ) * وآتاني * ( مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) * ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد علي لئلا ينغص علي يومي قالوا نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس خرج عليه من زوايا قصره فلما أبصر به سليمان ( ع ) قال له من أدخلك هذا القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم فبإذن من دخلت فقال الشاب أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت فقال ربه أحق به مني فمن أنت قال أنا ملك الموت قال وفيم جئت قال جئت لأقبض روحك فقال امض لما أمرت به فهذا يوم سروري وأبى الله عز وجل أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه فبقي سليمان ( ع ) متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال إن سليمان ( ع ) قد بقي متكئا على عصاه هذه المدة الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب إنه لربنا الذي يجب أن نعبده وقال قوم إن سليمان ( ع ) ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك وقال المؤمنون إن سليمان ( ع ) هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عز وجل الأرضة في عصاه فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان ( ع ) من قصره على وجهه فشكرت الجن للأرضة صنيعها
383
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 383