نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 379
فأجريت حتى عرقت وملأ القدح من عرقها وقال هذا ليس من ماء الأرض ولا من ماء السماء . فلما رجع الرسول وعلمت أنه نبي تأهبت للمسير إليه وأخبره جبرائيل ( ع ) فعند ذلك قال سليمان ( ع ) * ( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها ) * قبل أن تسلم فيحرم عليه أخذ مالها وقيل أراد أن يجعل دليلا ومعجزة على صدقه ونبوته لأنها خلفته في دارها ووكلت به ثقات قومها يحفظونه ويحرسونه . وأما كيفية الإتيان به فذكر العلماء في ذلك وجوها أحدها أن الملائكة حملته بأمر الله تعالى . والثاني أن الريح حملته . والثالث أن الله تعالى خلق فيه حركات متوالية . والرابع أنما انحرف مكانه حيث هو هناك ثم نبع بين يدي سليمان ( ع ) . والخامس أن الأرض طويت له وهو المروي عن أبي عبد الله ( ع ) . والسادس أنه أعدمه الله في موضعه وأعاده في مجلس سليمان ع وفي تفسير العياشي عن الحسن العسكري ( ع ) أنه سئل أكان سليمان ( ع ) محتاجا إلى علم آصف بن برخيا يعني حتى أحضر له عرش بلقيس فقال عليه السّلام إن سليمان لم يعجز عن معرفة ما عرفه آصف لكنه ( ص ) أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان ( ع ) أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان ( ع ) في حياة داود ( ع ) لتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق وفي تفسير العسكري ( ع ) أن سليمان لما سار من مكة ونزل باليمن قال الهدهد إن سليمان ( ع ) قد اشتغل بالنزول فارتفع نحو السماء فانظر إلى طول الدنيا وعرضها ففعل ذلك ونظر يمينا وشمالا فرأى بستانا لبلقيس فمال إلى الخضرة فوقع فيه فإذا هو بهدهد فهبط عليه وكان اسم هدهد سليمان ( ع ) يعفور واسم هدهد اليمن عنقير فقال عنقير ليعفور من أين أقبلت وأين تريد قال أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود ( ع ) قال ومن سليمان بن داود قال ملك الجن والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح فمن أين أنت قال أنا من هذه البلاد
379
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 379