نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 378
فاعلم أنه نبي مرسل . فانطلق الرسول بالهدايا وأتى الهدهد إلى سليمان مسرعا مخبرا له . ثم إن سليمان ( ع ) جمع الجن والإنس والطيور ووضع ميدانا وذلك أن سليمان ( ع ) أمر الجن أن يبسطوا من موضعه الذي هو فيه إلى بضع فراسخ ميدانا واحدا بلبنات من الذهب والفضة وأن يجعلوا حول الميدان حائطا شرفها من الذهب والفضة ففعلوا . ثم قال للجن علي بأولادكم فاجتمع خلق كثير فأقامهم عن يمين الميدان ويساره ثم قعد سليمان في مجلسه على سريره ووضع له أربعة آلاف كرسي عن يمينه ومثلها عن يساره وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفا فراسخ وأمر الإنس فاصطفوا فراسخ وأمر الوحوش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه ويساره فلما دنا القوم من الميدان ونظروا إلى ملك سليمان ( ع ) تقاصرت إليهم أنفسهم ورموا بما عندهم من الهدايا . فلما وقعوا بين يدي سليمان نظر إليهم نظرا حسنا بوجه طلق وقال ما وراءكم فأخبره رئيس القوم بما جاؤا به وأعطاه كتاب الملكة فنظر إليه وقال أين الحقة فأتي بها وحركها وأخبره جبرائيل بما فيها وقال إن فيها درة يتيمة غير مثقوبة وخرزة مثقوبة معوجة الثقب فقال الرسول صدقت فاثقب الدرة وأدخل الخيط في الخرزة فأرسل سليمان إلى الأرضة فجاءت فأخذت شعرة في فيها فدخلت فيها حتى خرجت من الجانب الآخر . ثم قال من لهذه الخرزة يسلكها الخيط فقالت دودة بيضاء أنا لها يا رسول الله فثقبتها ثم ميز بين الجواري والغلمان بأن أمرهم أن يغسلوا وجوههم وأيديهم فكانت الجارية تأخذ الماء من الآنية بإحدى يديها ثم تجعله على اليد الأخرى ثم تضرب به الوجه والغلام يأخذ من الآنية يضرب به وجهه وكانت الجارية على باطن ساعدها والغلام على ظاهر الساعد وكانت الجارية تصب الماء صبا وكان الماء يحدر على يده حدرا فميز بينهم بذلك . وقيل إنها أنفذت مع هداياها عصا كانت تتوارثها ملوك حمير وقالت أريد أن تعرفني رأسها من أسفلها وبقدح قالت تملؤه ماء ليس من الأرض ولا من السماء فأرسل سليمان العصا إلى الهواء وقال أي الرأسين سبق إلى الأرض فهو أصلها وأمر الخيل
378
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 378