نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 369
بأن ما صدر عنه لم يصر سببا لنقصه بل صار سببا لكمال محبته وتمام مودته وأرجو أن تلحق أيضا بأبيك في ذلك لتكمل محبتك . الثاني أن المعنى هو أن أصل الاسم داوى جرحه بود وهو أكثر من اسمك وإنما صدر بكثرة الاستعمال داود ثم دعا له درجات بقوله أرجو أن تلحق بأبيك يعني في الكمال والفضل . الثالث المراد أن هذا الاسم مشتمل على سليم أو مأخوذ منه والسليم قد يستعمل في الجريح كاللذيع تفاؤلا بصحته وسلامته أو أنت سليم من المداواة التي حصلت لأبيك فلهذا سميت سليمان . فالحرف الزائد للدلالة على وجود الجرح فكما أن الجرح زائد في البدن أو النفس عن أصل الخلقة كان في الاسم حرف زائد للدلالة على ذلك . وفيه معنى لطيف وهو أن هذه الزيادة في الاسم الدالة على الزيادة في المسمى ليست مما يزيد به الاسم والمسمى كمالا بل قد تكون الزيادة لغير ذلك الرابع وهو المفهوم مما عنون الصدوق رحمه الله الباب الذي أورد الخبر فيه حيث قال باب العلة التي من أجلها زيد في حروف اسم سليمان حرف من حروف اسم أبيه داود ( ع ) فلعله رحمه الله كما قيل حمل الخبر على أن المعنى أنك لما كنت سليما أريد أن يشتق لك اسم يشتمل على السلامة ولما كان أبوك داود داوى جرحه بالود وصار كاملا بذلك أراد الله تعالى أن يكون في اسمك حرف من حروف اسمه لتلحق به في الكمال فزيد فيه الألف وما يلزمه لتمام التركيب وصحته من النون فصار سليمان وإلا لكان السليم كافيا للدلالة على السلامة . فلذا زيد حروف اسمك على حروف اسم أبيك ولو كان في الخبر من حروف اسم أبيك كما هو الموجود في بعض النسخ كان ألصق بهذا المعنى وقوله أرجو أن تلحق بأبيك أي لتلك الزيادة فيدل ضمنا وكتابة على أنه إنما زيد لذلك أقول ويحتمل فيه وجوه أخر لا نطول المقام بها . وروى الطبرسي [ البرسي ] في ( مشارق الأنوار ) : أن سليمان ( ع ) كان سماطه كل يوم سبعة أكرار فخرجت دابة من دواب البحر يوما وقالت يا سليمان أضفني اليوم فأمر أن يجمع لها مقدار سماطه شهرا فاجتمع على ساحل البحر كالجبل العظيم أخرجت الحوت رأسها وابتلعته وقالت يا سليمان أين تمام قوتي اليوم هذا بعض قوتي
369
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 369