responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 368


وقولها * ( لا يَحْطِمَنَّكُمْ ) * يدل على أن سليمان وجنوده كانا ركبانا ومشاة على الأرض ولم تحملهم الريح لأن الريح لو حملتهم بين السماء والأرض لما خافت النملة أن يطأها وجنوده بأرجلهم ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان عيون الأخبار وعلل الشرائع بإسناده إلى داود بن سليمان الغازي قال سمعت علي بن موسى الرضا ( ع ) يقول عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ( ع ) في قوله تعالى * ( فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ) * لما قالت النملة * ( يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ) * الآية حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال علي بالنملة فلما أتي بها قال سليمان يا أيتها النملة أما علمت أني نبي وأني لا أظلم أحدا قالت النملة بلى قال سليمان ( ع ) فلم حذرتهم ظلمي قالت خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدوا عن ذكر الله تعالى ذكره ثم قالت النملة أنت أكبر أم أبوك داود قال سليمان بل أبي داود قالت النملة فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود قال ما لي بهذا علم قالت النملة لأن أباك داود داوى جرحه بود فسمي داود وأنت يا ابن داود أرجو أن تلحق بأبيك ثم قالت النملة هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة قال سليمان ما لي بهذا علم قالت النملة يعني ( ع ) بذلك لو سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح فحينئذ * ( تَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ) * وفي ( تفسير الثعلبي ) قالت النملة هل علمت لم سمي أبوك داود فقال لا فقالت لأنه داوى جرحه بود هل تدري لم سميت سليمان قال لا قالت لأنك سليم وكنت إلى ما أوتيت لسلامة صدرك وإن لك أن تلحق بأبيك .
أقول هذا الحديث عدوه من مشكلات الأخبار وأطالوا الكلام في تأويله على وجوه كثيرة منها أن معناه أن أباك لما ارتكب ترك الأولى وصار قلبه مجروحا فداواه بود الله تعالى ومحبته فلذا سمي داود إشفاقا من الدواء بالود وأنت لم تركب بعد وأنت سليم منه سميت سليمان . فخصوص العلتين للتسميتين صارتا علة لزيادة اسمك على اسم أبيك . ثم لما كان كلاهما موهما لكونه من جهة السلامة أفضل من أبيه استدركت ذلك

368

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست