نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 350
فجاء ملك الموت إلى داود ( ع ) فقال له داود ( ع ) ألست حدثتني بأنك أمرت بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام قال بلى فقد مضت ثمانية وثمانية وثمانية قال يا داود إن الله تعالى رحمه برحمتك له فأخر في أجله ثلاثين سنة وعن أبي عبد الله ( ع ) قال : أوحى الله تعالى إلى داود ( ع ) أن خلادة بنت أوس بشرها بالجنة وأعلمها أنها قرينتك في الجنة فانطلق إليها وقرع الباب وخرجت وقالت هل نزل في شيء قال إن الله أوحى إلي فأخبرني أنك في الجنة وأن أبشرك بالجنة قالت أو يكون اسم وافق اسمي قال إنك لأنت هي قالت يا نبي الله ما أكذبك ولا والله ما أعرف من نفسي ما وصفتني به قال داود ( ع ) أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو فقالت أما هذا فسأخبرك به أخبرك أنه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان ولا نزل ضر بي وحاجة وجوع كائنا ما كان إلا صبرت عليه ولم أسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني إلى العافية والسعة ولم أطلب بها بدلا وشكرت الله عليها وحمدته فقال لها داود ( ع ) فبهذا بلغت ما بلغت وقال أبو عبد الله ( ع ) هذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين أقول هذه المرتبة هي الدرجة العليا من مراتب السالكين وهي الرضا بقضاء الله تعالى . وكان مولانا أمير المؤمنين ( ع ) يمتدح بالوصول إليها والإحاطة بها وكان يقول إن الله سبحانه لو ألقاني بالنار معذبا لما قلت إنها نار بل قلت إنها جنة لأنه تعالى رضي لي بها وجنتي رضاه وهو ناظر إلى قوله عز وجل بعد أن ذكر الجنة وما أعد فيها للمتقين * ( ورِضْوانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ) * فسخطه نارهم ورضاه جنانهم . وعلى هذا نزل بعض المحققين المحيا والممات في قوله * ( إِنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومَماتِي لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * على معنى أن حياتي ومماتي أريدهما مدة إرادة الله سبحانه لهما فما دام يريد حياتي فأنا أريدها ولا أريد الموت وإذا قرب أجلي وأراد موتي كنت أريده أيضا ولا أريد الحياة . وروي هذا عن مولانا الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع وكذلك ينزل عليه ما ورد في الدعاء عند رؤية الجنازة وهو قوله الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم يعني من الهالكين والأموات .
350
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 350