responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 351


والمراد حمد الله سبحانه على الحياة فإنها أمر مطلوب الداعي حيث إن الله سبحانه اختارها له فلا يرغب إلا فيما أعطاه الله سبحانه أو من حيث إن فيها الوصول إلى رضاه من حيث الطاعات وما يقع منه قبل الموت من العبادات . وكثيرا ما ينزل على هذه الدرجة العلمية من الآيات والأخبار وما تخطى إليها أحد غير الأولياء إلا كان كاذبا في دعواه وشواهد الامتحان تكون ناعية عليه كذب ما زعمه ومن جملة من انتحلها مشايخ الصوفية وهم عنها بمراحل وروي في الآثار أن عمرو بن الفارض من أئمة الصوفية ادعاها في أقواله وأشعاره ومن جملتها قوله وبما شئت في هواك اختبرني * فاختياري ما كان فيه رضاكا .
ثم بعده ابتلي بحصر البول وكان يندب ويصيح ويقبض على ذكره ويذهب إلى مكتب الصبيان ويصيح أيها الأولاد ادعوا لعمكم الكذاب .
بقي الكلام في الجمع بين قوله إلا صبرت عليه ولم أسأل الله كشفه عني وبين ما ورد في الآيات والأخبار من الأمر بالتضرع والدعاء في كشف البلاء وما يورد على الإنسان من المصائب والأوجاع والأسقام . قلت ومن درج إلى هذه الدرجة ونال هذه السعادة وخرج من مرارة التصبر على البلاء إلى حلاوة التلذذ به وكان مخيرا بين الدعاء في كشف ما يسمى محنة وبلاء وبين الاستلذاذ به وتحمله والصبر عليه ولا نقول هو من باب الصبر بل هو من باب الشكر . وذلك أن أولياء الله سبحانه كما ينالون حظا من العافية ينالون حلاوة من الأسقام والمصائب لعلمهم بأن مبدأ الأمرين من الحبيب الحقيقي والعشيق التحقيقي فهؤلاء من حيث التلذذ به لا يحبون كشفه ولا يطلبون زواله .
وقول أمير المؤمنين ( ع ) عند الضربة : فزت ورب الكعبة ، شاهد عليه كذلك قوله ( ع ) لما قال له ابن عمه وأخوه رسول الله ( ص ) كيف صبرك إذا ضربت على قرنك واختضب شيبك بدمك وأنت في محراب صلاتك ساجدا لربك فقال عليه السّلام ذلك مقام الشكر لا مقام الصبر

351

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست