نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 329
وذكر أن مولى لقمان دعاه فقال اذبح شاة فأتني بأطيب مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بذبح شاة فقال له ائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان فسأله عن ذلك فقال إنهما أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا . وروي أن مولاه دخل المخرج فأطال الجلوس فناداه لقمان أن طول الجلوس على الحاجة يفجع منه الكبد ويورث الباسور ويصعد الحرارة إلى الرأس فاجلس هونا وقم هونا . قال فكتب حكمته على باب الحشر . وروي أنه قدم من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال ما فعل أبي قال مات قال ملكت أمري قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال أجدد فراشي قال ما فعلت أختي قال ماتت قال سترت عورتي قال ما فعل أخي قال مات قال انقطع ظهري . وقيل له ما أقبح وجهك قال تعيب على النقش أو على فاعل النقش . وروي أنه دخل على داود وهو يسرد الدرع وقد لين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها وقال نعم لبوس الحرب أنت فقال الصمت حكمة وقليل فاعله فقال له داود بحق ما سميت حكيما . وقال المسعودي كان لقمان نوبيا مولى للقين بن حر ولد على عشرة سنين من ملك داود ( ع ) وكان عبدا صالحا ومن الله عليه بالحكمة ولم يزل في فيافي الأرض مظهر للحكمة والزهد في هذا العالم إلى أيام يونس بن متى حتى بعث إلى أهل نينوى من بلاد الموصل . ومن حكمته أنه قال يا بني إن الناس قد أجمعوا قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولا من جمعوا له وإنما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوفه عملك واستوف أجرك ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتى سمنت فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر أخربها ولا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها واعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع شبابك فيما أبليته وعمرك فيما أفنيته ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك وأعد له جوابا .
329
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 329