نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 32
وقوله : * ( فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه ) * في مجمع البيان روي عن ابن عباس ، أن الملائكة كانت تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيرا وكان مع الملائكة فتعبد معها بالأمر بالسجود لآدم فسجدوا وأبى فلذلك قال الله تعالى * ( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ ) * وروي عن طاوس ومجاهد أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل وكان من سكان الأرض وكان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن ولم يكن من الملائكة أشد اجتهادا ولا أكثر علما منه فلما عصى الله لعنه وجعله شيطانا وسماه إبليس * ( وكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ، ) * في علم الله قال ابن عباس أول من قاس إبليس فأخطأ القياس فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله بإبليس وقوله * ( أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) * يعني يخرجون من قبورهم للجزاء أراد الخبيث أن لا يذوق الموت في النفخة الأولى وأجيب بالإنظار * ( إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ، ) * وهي النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين وهو أربعون سنة . وقوله * ( فَبِما أَغْوَيْتَنِي ) * أي خيبتني من رحمتك وجنتك وامتحنتني بالسجود لآدم فغويت عنده أو حكمت بغوايتي وهذا كله تأويل والظاهر أنه كان يعتقد أن الإضلال عن الله تعالى وهو من جملة اعتقاداته الخبيثة . وتعجبني مقالة حكيتها في كتاب زهر الربيع وهي أني تباحثت مع علماء الجمهور فانتهى الحال إلى قوله إن الشيطان كان من أهل العلم فما مذهبه فقلت إنه كان في الأصول من الأشاعرة وفي الفروع من الحنفية فتعجب من قولي فقال وما الدليل قلت أما الأول فقوله * ( فَبِما أَغْوَيْتَنِي ) * فنسب الإضلال والإغواء إلى الله تعالى وهذا هو مذهب الجبرية من الأشاعرة . وأما الثاني فعمله بالقياس في قوله * ( أَنَا خَيْرٌ مِنْه خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وخَلَقْتَه مِنْ طِينٍ ) * فعمل بقياس الأولوية زعما منه أن السجود إنما يكون للأشرف الأفضل وهو بزعمه أفضل من آدم لأنه مخلوق من النار وهي أشرف من الطين . والحاصل أن مذهب الشيطان أفضل من مذهب الحنفية لأنه يعمل بقياس الأولوية وأبو حنيفة كان يعمل بقياس المساواة الذي هو أضعف القياسات وأردؤها . وقوله * ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ روى أبو جعفر ( ع ) قال * ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ
32
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 32