responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 294


قال الصدوق بعد تمام الحديث إن موسى ( ع ) مع كمال عقله ومحله من الله تعالى لم يستدرك باستدلاله واستنباطه معنى أفعال الخضر ( ع ) حتى اشتبه عليه وجه الأمر فيه وسخطه جميع ما كان يشاهده حتى أخبر بتأويله ولو لم يخبر بتأويله لما أدركه ولو بقي في الفكر عمره فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله ( ص ) القياس والاستنباط والاستخراج كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجوز لهم ذلك انتهى . وقوله ولم يكن ذلك الكنز بذهب ولا فضة يعني أن المقصود منه هو العلم ووصوله إلى أهله وإن كان ذهبا فهو كنزان كنز علم وكنز ذهب علل الشرائع سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ بفرغانة يقول في خرق الخضر ( ع ) السفينة وقتل الغلام وإقام الجدار إن تلك إشارات من الله تعالى لموسى ( ع ) وتعريضات إلى ما يريده من تذكيره لمنن سابقة لله عز وجل نبهه عليها وعلى مقدارها من الفضل ذكره بخرق السفينة وأنه حفظه في الماء حين ألقته أمه في التابوت وألقت التابوت في اليم هو الذي يحفظهم في السفينة . وأما قتل الغلام فإنه كان قد قتل رجلا في الله عز وجل وكانت تلك زلة عظيمة عند من لم يعلم أن موسى ( ع ) نبي فذكره بذلك منة عليه حين دفع عنه كيد من أراد قتله به . وأما إقامة الجدار من غير أجر فإن الله عز وجل ذكره بذلك فضله فيما أتاه في ابنتي شعيب حين سقى لهما وهو جائع ولم يبتغ على ذلك أجرا مع حاجته إلى الطعام فنبهه الله على ذلك ليكون شاكرا مسرورا .
فأما قول الخضر ( ع ) * ( هذا فِراقُ بَيْنِي وبَيْنِكَ ) * فإن ذلك كان من جهة موسى ( ع ) حيث قال * ( إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي ) * فموسى ( ع ) هو الذي حكم بالمفارقة لما قال * ( فَلا تُصاحِبْنِي ) * . وإن موسى ( ع ) اختار سبعين رجلا من قومه لميقات ربه فلم يصبروا بعد سماع كلام الله عز وجل حتى تجاوزوا الحد بقولهم * ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) * فماتوا ولو اختارهم الله لعصمهم ولما اختار من يعلم منه تجاوز الحد .

294

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست