responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 29


المسلمين بعض هذا الكلام وقال إن الله خلق آدم على صورته فاعتقد الجسم فاحتاج المسلمون إلى تأويل الحديث . وقال في الصحف ثم جعل طينة آدم جسدا ملقى على طريق الملائكة التي تصعد فيه إلى السماء أربعين سنة ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهروب إبليس منهم إلى الله وسأله أن يكون مع الملائكة وإجابة سؤاله وما وقع من الجن حتى أمر الله إبليس أن ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل وطردهم من الأرض التي أفسدوا فيها إلى آخر كلامه . واعلم أنهم ذكروا في أخبار الملائكة عن الفساد وجوها منها أنهم قالوا ذلك ظنا لما رأوا من حال الجن الذين كانوا قبل آدم في الأرض وهو المروي عن ابن عباس وفي أخبارنا إرشاد إليه . ومنها أنهم علموا أنه مركب من الأركان المتخالفة والأخلاط المتنافية الموجبة للشهوة التي منها الفساد والغضب منه سفك الدماء . ومنها أنهم قالوا ذلك على اليقين لما يروي ابن مسعود وغيره أنه تعالى لما قال للملائكة * ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) * قال ربنا وما يكون الخليفة قال تكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا فعند ذلك قالوا ربنا * ( أَتَجْعَلُ فِيها ) * إلى آخرها ومنها أنه تعالى كان قد أعلم الملائكة أنه إذا كان في الأرض خلق عظيم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء . ومنها أنه لما كتب القلم في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة فلعلهم طالعوا اللوح فعرفوا ذلك . ومنها أن الخليفة إذا كان معناه النائب عن الله في الحكم والقضاء والاحتياج إنما يكون عند التنازع واختلال النظام كان الإخبار عن وجود الخليفة إخبارا عن وقوع الفساد والشر بطريق الالتزام . ومنها :
أن الله سبحانه لما خلق النار خافت الملائكة خوفا شديدا فقالوا لمن خلقت هذه النار قال لمن عصاني من خلقي ولم يكن يومئذ خلق غير الملائكة فلما قال * ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) * عرفوا أن المعصية منهم وقد جوز الحشوية صدور الذنب من الملائكة وجعلوا اعتراضهم هذا على الله من أعظم الذنوب ونسبة بني آدم إلى القتل والفساد من الكبائر لأنه غيبة لهم ولأنهم مدحوا أنفسهم بقولهم * ( ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ) * وهو عجب . وأيضا قولهم * ( لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا ) * اعتذار والعذر دليل الذنب . وأيضا قوله * ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * دل على أنهم كانوا كاذبين فيما قالوه . والجواب عن هذا كله ظاهر وهو أن ليس غرضهم الاعتراض بل السؤال عما خفي

29

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست