نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 244
فإن كون عبد السلام البصري مثلا يلزم الحيات ويدخل مع تلاميذه النار ويفعل الأفعال الغريبة لا يوجب أن يكون مذهبه على الحق ولا أن تكون طريقته هي المثلى لأن كثيرا من كفار الهند وغيرهم يصنعون ما هو أغرب وأعجب . الوجه الخامس أن الحكمة الإلهية قد جرت بأنه إذا أكمل الحجة على عباده وأقام فيهم البراهين وأكمل فيهم العقول وأرسل إليهم الأنبياء ولم يبق لهم عذر فإن أطاعوه وقبلوا الإيمان به وبرسله جازاهم في الدنيا والآخرة وإن أبوا إلا العناد واللجاج وتكذيب الآيات والرسل أمهلهم وأملى لهم واستدرجهم وكلما ازدادوا في الطغيان زادت عليهم النعم وهم يحسبون أنه من صنيع الله إليهم وإحسانه عليهم . كما قال عز شأنه * ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) * فما كان يصنعه جل وعز إلى فرعون وقومه من نعم الدنيا كان من باب الإملاء والاستدراج . وهكذا الحال في بعض الموارد فإن الكوفي أبا . . . كان يقول في مجلس الكوفة قال علي وأنا أقول يعني خلافا لقوله . ولا شك أن قول علي ( ع ) هو حكم الله تعالى وأن غيره يكون حكم الشيطان فقد جعل نفسه وفتواه شريكا لله تعالى ومع ذلك أمهله الله تعالى واستدرجه في نعم الدنيا والاعتبار عند الملوك والسلاطين واعتماد الناس على أقواله ومذاهبه في حياته وبعد مماته إلى يوم القيامة . والناس يظنون أن ذلك من ألطاف الله سبحانه عليه وليس هو إلا استدراجا وجزاء لأعماله . فإنه حكي عنه أنه قام الليل من نصفه أو من أوله إلى آخره عابدا داعيا مدة عشرين سنة وهكذا حال أصحابه من باقي الفقهاء الأربعة . وبقيت وجوه كثيرة لا نطيل الكتاب بذكرها علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ( ع ) عن يوم الأربعاء والتطير منه فقال عليه السّلام آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق ويوم الأربعاء غرق الله فرعون
244
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 244