نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 243
وكون ذلك الجزاء مستلزما لنقص الغير مما يمكن الاحتراز عنه لا يمنع منه لأن جزاء إبليس على عمله استلزم تسلطه على بني آدم لكنه لا يئول إلى جبرهم بل هم مختارون في الطاعة . وهذا الوجه يجري في موارد كثيرة وذلك أن كفار الهند وغيرهم إذا تعبدوا لله سبحانه بزعمهم يجري على أيديهم الأفعال الغريبة كالإخبار عن الغائبات ونحوها . ومثل جماعة من أهل الخلاف يجري على يدي جماعة من مشايخهم جزاء لعبادتهم ما لا يجري على يدي غيرهم من أهل الله الوجه الثالث أن فرعون وهامان كانا حاذقين في السحر وبه غلبا على قومهما فلعل تلك الأفعال الغريبة كانت مستندة إلى السحر ولا ينافيه سجوده وتضرعه لله تعالى ودعاؤه . فإن السحرة لا يخلو سحر من سحرهم عن الآيات والأدعية وإن ضموا إليها أمورا أخر . فلعل جريان النيل كان من ذلك العلم ويجري أيضا في غيره من الموارد في الكفار والمخالفين . الوجه الرابع أن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون طريق التكليف مقرونا بالألطاف والتوفيقات ومحفوفا بالابتلاء والاختبار ومعارضات العقول والأوهام ليتميز المؤمن من غيره والمجاهد من القاعد ومن يغلب الهوى عليه ممن يجري على مقتضى العقول وبزوال الأوهام . وذلك أن الله سبحانه أرسل إلى فرعون وقومه وموسى وهارون الحجج القاطعة والآيات الباهرة والألطاف الإلهية والتوفيقات الربانية ولو عملوا فيها بمقتضى العقول وتجردوا عن الأوهام والشكوك لكانت موجبة لإيمانهم . وأما الذي جرى على يد فرعون من الأمور الغريبة فكان من باب الابتلاء والاختبار لقومه . وهذا مما ليس فيه إغراء ولا يوجب لفرعون ربوبية ولا نبوة . وهذا أيضا يجري في غيره من الموارد الكثيرة في طبقات الكفار والمخالفين .
243
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 243