responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 242


الوجه الأول أن الأمور التي يظهر بطلانها على العامة والخاصة ومن أعمل العقل فيها لا إغراء للناس في وجودها وذلك أن ربوبية فرعون كان أمرا باطلا تدركه العقول والأوهام والأفهام ومن طاوعه عليها لم يكن منها على يقين ولهذا قالوا له لئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلها غيرك . فظهر أن سجودهم له وقولهم بربوبيته إنما هو مستند إلى أطماع الدنيا واعتباراتها والهرب من شره وعذابه الذي كان يوقعه لغيرهم وقد أطاعوا في متابعته الأهواء والوساوس الشيطانية وما كانت التقية تبلغ بهم إلى ذلك الحد وارتكاب الأقوال الباطلة . وبالجملة فقوله لهم * ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلى ) * أمر ظاهر البطلان وحينئذ فإجراء ماء النيل مثلا لا يلزم منه إغراؤهم بالقول بربوبيته . نعم إذا وقع التحدي للنبي أو الإمام ( ص ) بأمر من الأمور الدالة على صدق دعواهم لا يجوز إجراؤه على يد المبطل من غيرهم . ولهذا لما ادعى الإمامة في زمن الكاظم ( ع ) جماعة من إخوته وبني عمه كان يتحداهم بالجلوس وسط النار مع أن دخول النار والجلوس فيها مبتذل في هذه الأعصار لكثير من عوام مذهبنا مذهب المخالفين . الوجه الثاني أن الله سبحانه أقسم بعزته أنه لا يضيع عمل عامل ومن يرد حرث الدنيا في ذلك العمل يؤته منها ومن يرد حرث الآخرة يؤته منها . ومن هذا جاء في الأخبار أن إمهال الشيطان إلى يوم القيامة وتسلطه على بني آدم وما أعطاه الله سبحانه مما طلب إنما سبب عبادته في السماء .
: كما قال مولانا أمير المؤمنين ( ع ) إنه عبد الله في السماء ستة آلاف سنة لا يدري أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة وأما فرعون فجاء في الأخبار أن الله سبحانه أمهله أربعمائة سنة يدعي فيها الربوبية لأنه كان حسن الأخلاق سهل الحجاب وما جلس على مائدة إلا كان فيها الأيتام والمساكين .
روي عن علي ( ع ) إنما أمهل الله فرعون في دعوته لسهولة أذنه وبذل طعامه فجوزي في الدنيا على أعماله

242

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست