نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 231
فيخرج ما يأكل يومه وكان إذا اشتهى فاكهة من الفواكه غرزها في الأرض فتغصنت أغصان تلك الشجرة التي اشتهى موسى فاكهتها وأثمرت له من ساعتها . ويقال كان عصاه من اللوز وكان إذا قاتل عدوه يظهر على شعبتها تنينان يتناضلان وكان يضرب بها على الجبل الصعب الوعر المرتقى فيفرج وإذا أراد عبور نهر من الأنهار بلا سفينة ضربها وبدا له طريق يمشي فيه وكان يشرب أحيانا من إحدى الشعبتين اللبن ومن الأخرى العسل وكان إذا أعيا في طريقه يركبها فتحمله إلى أي موضع شاء من غير ركض ولا تحريك رجل وكانت تدله على الطريق وتقاتل أعداءه وإذا احتاج موسى إلى طيب فاح منها الطيب حتى يتطيب منها ثوبه وإذا كان في طريق فيه لصوص تكلمت العصا وتقول له خذ بجانب كذا وكان يهش بها على غنمه ويدافع بها السباع والحيات والحشرات وإذا سافر وضعها على عاتقه وعلق عليها جهازه ومتاعه ومخلاته وكساءه وطعامه وسقاءه . وقال شعيب لموسى حين زوجه ابنته وسلم إليه أغنامه يرعاها اذهب بهذه الأغنام فإذا بلغت مفرق الطريق فخذ على يسارك ولا تأخذ على يمينك وإن الكلأ بها أكثر فإن فيها تنينا عظيما أخشى عليك وعلى الأغنام منه فذهب موسى بالأغنام فلما بلغ مفرق الطريقين أخذت الأغنام ذات اليمين فاجتهد موسى على أن يصرفها إلى ذات الشمال فلم تطعه فنام موسى والأغنام ترعى فإذا بالتنين قد جاء فقامت عصا موسى فحاربته فقتلته وأتت فاستلقت على جنب موسى وهي دامية فلما استيقظ موسى ( ع ) رأى العصا دامية والتنين مقتولا فعلم أن في تلك العصا لله قدرة . فهذه مآرب موسى فيها إذا كانت عصا فأما إذا ألقاها موسى ( ع ) فيرى أنها تنقلب حية كأعظم ما يكون من التنانين سوداء مدلهمة تدب على أربع قوائم ولها اثنا عشر نابا يخرج منها لهب النار يهب من فيها ريح السموم لا يصيب شيئا إلا أحرقه وكانت تكون في عظم الثعبان وخفة الجان ولين الحية وذلك موافق لنص القرآن حيث قال في موضع * ( فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ ) * وفي موضع آخر * ( فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى ) * فقال له * ( اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ ) * الحديث . وروي أن بنت شعيب لما قالت لموسى * ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا ) * كره ذلك موسى وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا أن يتبعها لأنه كان في أرض
231
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 231