نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 230
بشعيب وبقي عنده المدة المشروطة فلما قضى أتم الأجلين وسار بأهله منفصلا من أرض مدين يؤم الشام ومعه أغنامه وامرأته وهي في شهرها فانطلق في برية الشام عادلا عن المدائن والعمران مخافة الملوك الذين كانوا بالشام فسار غير عارف بالطريق حتى انتهى إلى جانب الطور الغربي الأيمن في عشية شتائية شديدة البرد وأظلم عليه الليل وأخذت السماء ترعد وتبرق وتمطر وأخذ امرأته الطلق وعمد موسى إلى زنده وقدحه مرات فلم تور فتحير وقام وقعد وأخذ يتأمل ما قرب وما بعد تحيرا وزجرا فبينا هو كذلك إذ أنس من جانب الطور نارا فحسبه نارا * ( فَقالَ لأَهْلِه امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً ) * يعني من يدلني على الطريق وقد كان ضل الطريق فلما أتاها رأى نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلى شجرة عظيمة هناك واختلفوا فيها فقيل العوسجة وقيل العناب . فتحير موسى وارتعدت فرائصه حيث رأى نارا عظيمة ليس لها دخان يلتهب من جوف شجرة خضراء لا تزداد النار إلا عظما ولا الشجرة إلا خضرة فلما دنا استأخرت عنه فخاف منها ورجع ثم ذكر حاجته إلى النار فرجع إليها فدنت منه ف * ( نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى ) * فنظر فلم ير أحدا فنودي * ( إِنِّي أَنَا الله رَبُّ الْعالَمِينَ ) * فلما سمع ذلك علم أنه ربه واقترب فلما قرب منه وسمع النداء ورأى تلك الهيبة خفق قلبه وكل لسانه وصار حيا كميت فأرسل الله إليه ملكا يقوي قلبه فلما رجع إليه رشده نودي * ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) * ثم قال الله سبحانه تسكينا لقلبه * ( وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ ) * الآية . واختلف في اسم العصا فقيل اسمها ما شاء الله وقيل غياث وقيل عليق وأما صفاتها والمآرب التي كانت فيها فقال أهل العلم كان لعصا موسى شعبتان ومحجن في أصل الشعبتين وسنان حديد في أسفلها فكان موسى إذا دخل مفازة ليلا ولم يكن قمر تضيء شعبتاها من نور مد بصره وكان إذا أعوزه الماء أدلاها في البئر فجعلت تمتد إلى قعر البئر وتصير في رأسها شبه الدلو ويستقي وإذا احتاج إلى الطعام ضرب الأرض بعصاه
230
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 230