responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 206


أسأل بكفي فيطعمني من كنت أعوله اللقمة الواحدة فيمنها علي ويعيرني هلك أولادي فلو بقي أحد منهم أعانني على بلائي ملني أهلي وعقني أرحامي وتنكرت معارفي وإن سلطانك هو الذي أسقمني وأنحل جسمي ولو أن ربي نزع الهيبة من صدري وأطلق لساني حتى أتكلم بملء فمي بمكان ينبغي للعبد أن يحاج عن نفسه لرجوت أن يعافيني عند ذلك مما بي ولكنه ألقاني وتعالى عني فهو يراني ولا أراه ولا نظر إلي فرحمني ولا دنا مني ولا أدناني فأتكلم ببراءتي وأخاصم عن نفسي فلما قال ذلك أيوب ( ع ) وأصحابه عنده أظلته غمام ثم نودي يا أيوب إن الله عز وجل يقول لك ها أنا قد دنوت منك ولم أزل منك قريبا فقم فأدل بعذرك وتكلم ببراءتك وخاصم نفسك واشدد إزارك وقم مقام جبار فإنه لا ينبغي أن يخاصمني إلا جبار مثلي ولا يمكن أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد والسخال في فم العنقاء واللجام في فم التنين ويكيل مكيالا من النور ويزن مثقالا من الريح ويصر صرة من الشمس ويرد أمس لقد منتك نفسك أمرا ما تبلغ بمثل قوتك أردت أن تخاصمني بعيك أم أردت أن تكابرني بضعفك أين أنت مني يوم خلقت الأرض فوضعتها على أساسها هل علمت بأي مقدار قدرتها أم كنت معي أم كنت تمتد بأطرافها أم تعلم ما بعد زواياها أم على أي شيء وضعت أكنافها أبطاعتك حمل الماء الأرض أم بحكمك كانت الأرض للماء غطاء أين كنت مني يوم رفعت السماء سقفا في الهواء لا بعلائق ولا تحملها دعم من تحتها يبلغ من حكمك أن تجري نورها أو تسير نجومها أو يختلف بأمرك ليلها ونهارها أين كنت مني يوم سخرت البحار وانبعت الأنهار أقدرتك حبست أمواج البحار على حدودها أم قدرتك فتحت الأرحام حين بلغت مدتها أين أنت مني يوم صببت الماء على التراب ونصبت شوامخ الجبال هل لك من ذراع تطيق حملها أم هل تدري كم مثقال فيها أين الماء الذي أنزل من السماء أحكمتك أحصت القطر وقسمت الأرزاق أم قدرتك تثير السحاب وتجري الماء هل تدري ما أصوات الرعود أم من أي شيء لهب البرق وهل رأيت عمق البحر هل تدري ما بعد الهواء هل تدري أين خزانة الثلج وأين خزانة البرد أم أين جبال البرد أم هل تدري أين خزانة الليل والنهار وأين طريق النور وبأي لغة تتكلم الأحجار وأين خزانة الريح وكيف نحبسه ومن جعل العقول في أجواف الرجال ومن شق الأسماع والأبصار . فقال أيوب ( ع ) قصرت عن هذا الأمر الذي تعرض علي ليت الأرض انشقت

206

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست