نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 205
قبضة من التراب فوضعها على رأسه فاغتنم إبليس ذلك فصعد سريعا بالذي كان من جزع أيوب مسرورا . ثم لم يلبث به أيوب أن رجع إلى ربه فتاب واستغفر وصعد قرناؤه من الملائكة بتوبته فبدروا إبليس إلى الله تعالى فوقف إبليس خاسئا ذليلا فقال يا إلهي إنما هون على أيوب ما ذهب منه أنك متعته بنفسه فهل أنت مسلطني على جسده فإنك إن ابتليته في جسده كفر بك فقال الله عز وجل انطلق فقد سلطتك على جسده ولكن ليس لك سلطان على لسانه ولا على قلبه ولا على عقله . ولم يسلطه سبحانه عليه إلا ليعظم له الثواب وجعله عبرة للصابرين * ( وذِكْرى لِلْعابِدِينَ ) * في كل بلاء نزل ليأنسوا به بالصبر ورجاء الثواب . فانقض عدو الله سريعا فوجد أيوب ( ع ) ساجدا فأتاه في موضع في وجهه فنفخ في منخره نفخة اشتعل منها جسده وصار قرحة واحدة ووقعت فيه حكة لا يملكها فحك بدنه بالفخار والحجارة فلم يزل يحك بدنه حتى تقطع لحمه وتغير وأنتن فأخرجه أهل القرية فجعلوه على كناسة وجعلوا له عريشا ورفضه خلق الله كلهم غير امرأته رحمة بنت إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( ص ) وكانت تختلف إليه بما يصلحه وكان له أصحاب ثلاثة فاتهموه ورفضوه من غير أن يفارقوا دينه وأخذوا في لومه وتعنيفه وكان من بينهم شاب فلامهم على ما كان منهم وما عيروا به أيوب حتى قال لهم إنكم أشد علي من مصيبتي ثم أعرض عنهم وقال يا رب لأي شيء خلقتني يا ليتني عرفت الذنب الذي أذنبت والعمل الذي عملت فصرفت وجهك الكريم عني لو كنت أمتني فألحقتني بآبائي فالموت كان أجمل بي ألما للغريب دارا وللمسكين قرارا ولليتيم وليا وللأرملة قيما إلهي أنا عبد ذليل إن أحسنت فالمن لك وإن أسأت فبيدك عقوبتي جعلتني للبلاء غرضا ولو وقع علي بلاء لو وقع على جبل ضعف عن حمله فكيف يحمله ضعفي إلهي تقطعت أصابعي فإني لأرفع اللقمة من الطعام بيدي معا فما تبلغان فمي إلا على الجهد مني تساقطت لهواتي ولحم رأسي وإن دماغي ليسيل من فمي تساقط شعر عيني فكأنما أحرق بالنار وجهي وحدقتاي متدليان على خدي وورم لساني حتى ملأ فمي فما أدخل منه طعاما إلا غصني وورمت شفتاي حتى غطت العليا أنفي والسفلى ذقني وتقطعت أمعائي في بطني فإني لأدخلها الطعام فيخرج كما ذهب المال فصرت
205
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 205