نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 207
لي فذهبت فيها ولم أتكلم بشيء يسخط ربي اجتمع علي البلاء . إلهي قد جعلتني لك مثل العدو وقد كنت تكرمني وتعرف نصحي وقد علمت أن كل الذي ذكرت صنع يدك وتدبير حكمتك وإنما تكلمت لتعذرني وسكت حين سكت لترحمني كلمة زلت عن لساني فلن أعود وقد وضعت يدي في فمي وعضضت لساني وألصقت بالتراب خدي فاغفر لي ما قلت فلن أعود لشيء تكرهه مني . فقال الله تعالى يا أيوب نفذ فيك علمي وسبقت رحمتي غضبي إذا أخطأت فقد غفرت لك ورددت عليك أهلك ومالك * ( ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ) * لتكون لمن خلفك آية وتكون عبرة لأهل البلاء وعزا للصابرين * ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَرابٌ ) * فركض برجله فانفجرت له عين فدخل فيها واغتسل فأذهب الله تعالى كل ما كان فيه من البلاء ثم خرج وجلس فأقبلت امرأته فقامت تلمسه في مضجعه فلم تجده فقامت مترددة كالوالهة ثم قالت يا عبد الله هل لك علم بالرجل المبتلى الذي كان هاهنا فقال لها هل تعرفينه إذا رأيتيه قالت نعم وما لي لا أعرفه فتبسم وقال أنا هو فعرفته بمضحكه فاعتنقته . فذلك قوله * ( وأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ) * واختلف العلماء في وقت ندائه ومدة بلائه والسبب الذي قال من أجله * ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ) * . فعن أنس بن مالك قال رسول الله ( ص ) إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسك امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب في مكانه * ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) * . وقال الحسن : مكث أيوب ( ع ) مطروحا على كناسة في مزبلة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهر تختلف فيه الدواب ولم يبق له مال ولا ولد ولا صديق غير رحمة وهي زوجته صبرت معه وأيوب لا يفتر من ذكر الله والثناء عليه . فصرخ إبليس صرخة جمع فيها جنوده من أقطار الأرض جزعا من صبر أيوب ( ع ) فلما اجتمعوا إليه قالوا ما حزنك قال أعياني هذا العبد الذي سألت الله أن يسلطني عليه وعلى ماله فلم يزد بذلك إلا صبرا وثناء على الله تعالى فقد افتضحت بربي فاستغثت لتغيثوني عليه فقالوا له أين مكرك أين علمك الذي أهلكت به من مضى
207
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 207