نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 204
قال أيوب الحمد لله حين أعطاني وحين نزع مني عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود في التراب وعريانا أحشر إلى الله تعالى . ليس ينبغي لك أن تفرح حين أعارك الله وتجزع حين قبض عاريته . الله أولى بك وبما أعطاك ولو علم الله فيك أيها العبد خيرا لقبض روحك مع الأرواح فأجرني فيك وصرت شهيدا ولكنه علم منك شرا فخلصك من البلاء . فرجع إبليس إلى أصحابه خاسئا ذليلا فقال لهم ما ذا عندكم من القوة فإني لم أكلم قلبه قال عفريت من عظمائهم عندي من القوة ما إذا شئت صحت صوتا لا يسمعه ذو روح إلا خرجت نفسه قال له إبليس فأت الغنم ورعاتها فانطلق حتى إذا توسطها صاح صوتا فماتت من عند آخرها ومات رعاتها ثم خرج متمثلا بقهرمان الرعاة حتى إذا جاء أيوب وهو قائم يصلي فقال له القول الأول ورد عليه أيوب الرد الأول . ثم إن إبليس رجع إلى أصحابه فقال لهم ما ذا عندكم من القوة فإني لم أكلم قلب أيوب فقال عفريت من عظمائهم عندي من القوة ما إذا شئت تحولت ريحا عاصفا تنسف كل شيء فآتي عليه حتى لا أبقي شيئا قال له إبليس فأت الفدادين والحرث فانطلق يؤمهم وذلك حين قرنوا الفدادين وأنشئوا في الحرث وأولادها وقوع فلم يشعروا حتى هبت ريح عاصف فنسفت كل شيء من ذلك حتى كأنه لم يكن ثم خرج إبليس متمثلا بقهرمان الحرث حتى جاء أيوب وهو قائم يصلي فقال له مثل القول الأول ورد عليه أيوب مثل رده الأول . فجعل إبليس يصيب ما له مالا مالا حتى مر على آخره بالهلاك وهو يحمد الله ويشكره على البلاء فلما رأى إبليس أنه لم ينجح منه بشيء صعد سريعا إلى موقفه فقال إلهي إن أيوب يرى أنك ما متعته بنفسه وولده فأنت معطيه المال فهل أنت مسلطي على ولده فإنها الفتنة المضلة والمصيبة التي لا يقوى عليها صبر الرجال فقال انطلق فقد سلطتك على ولده فانقض حتى جاء بني أيوب في قصرهم فلم يزل يزلزل بهم حتى تهدم قواعده ثم جعل يناطح جداره بعضها ببعض ويرميهم بالحجارة حتى إذا مثل بهم كل مثلة رفع بهم القصر وقلبه فصاروا منكبين وانطلق إلى أيوب متمثلا بالمعلم الذي كان يعلمهم الحكمة وهو جريح يسيل دمه وقال يا أيوب لو رأيت بنيك كيف عذبوا وكيف قلبوا على رؤسهم تسيل دماؤهم ودماغهم من أنوفهم ولو رأيت كيف شقت بطونهم وتناثرت أمعاؤهم لتقطع قلبك فلم يزل يقول هذا حتى رق أيوب وأخذ
204
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 204