responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 203


تلقاه جبرائيل ( ع ) ثم لقاه ميكائيل وحوله الملائكة المقربون حافين من حول العرش فإذا شاع ذلك في الملائكة المقربين شاعت الصلوات على ذلك العبد من أهل السماوات فإذا صلت عليه ملائكة السماوات هبطت عليه بالصلاة إلى ملائكة الأرض . وكان إبليس لعنه الله لا يحجب عن شيء من السماوات وكان يقف فيهن حيث ما أراد ووصل إلى آدم حين أخرجه من الجنة فلم يزل على ذلك يصعد حتى رفع الله تعالى عيسى فحجب من أربع وكان يصعد في ثلاث . فلما بعث الله محمدا ( ص ) حجب الثلاثة الباقية فهو وجنوده محجوبون من جميع السماوات إلى يوم القيامة * ( إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَه شِهابٌ مُبِينٌ ) * . فلما سمع إبليس تجاوب الملائكة بالصلاة على أيوب ( ع ) وذلك حين ذكره الله تعالى وأثنى عليه فأدركه البغي والحسد فصعد سريعا حتى وقف من السماء موقفا كان يقفه فقال يا إلهي نظرت في أمر عبدك أيوب فوجدته عبدا أنعمت عليه فشكرك فعافيته فحمدك ثم لم تجربه بشده وبلاء وأنا لك زعيم لئن ضربته ببلاء ليكفرن بك ولينسينك فقال الله تعالى انطلق فقد سلطتك على ماله فانقض عدو الله حتى وقع إلى الأرض ثم جمع عفاريت الشياطين وعظماءهم فقال ما ذا عندكم من القوة والمعرفة فإني سلطت على مال أيوب وهي المصيبة الفادحة والفتنة التي لا يصبر عليها الرجال فقال عفريت من الشياطين أعطيت من القوة إذا شئت تحولت إعصارا من نار وأحرقت كل شيء آتي عليه قال له إبليس فأت الإبل ورعاتها فانطلق يؤم الإبل وذلك حين وضعت رؤسها في مراعيها فلم يشعر الناس حتى فار من تحت الأرض إعصار من نار تنفخ منه أرواح السموم لا يدنو منها شيء إلا احترق فلم يزل يحرقها ورعاتها حتى أتى على آخرها فلما أتى على آخرها تمثل إبليس براعيها ثم انطلق يؤم أيوب حتى وجده قائما يصلي فقال يا أيوب قال لبيك قال هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترته وعبدته بإبلك ورعاتها قال أيوب إنها ماله أعارنيه وهو أولى به إذا شاء تركه وإن شاء نزعه وقديما ما وطنت نفسي ومالي على الفناء فقال إبليس وإن ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت كلها فترك الناس مبهوتون وقوفا عليها متعجبون منها منهم من يقول ما كان أيوب يعبد شيئا وما كان إلا في غرور ومنهم من يقول لو كان إله أيوب يقدر على أن يصنع شيئا لمنع وليه ومنهم من يقول بل هو الذي فعل ما فعل يشمت به عدوه ويفجع به صديقه .

203

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست