نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 194
لازم وإن انجر إلى القتل ولكنه تعالى نهاه عن ذلك لمصالح كثيرة وقد ظهر حقيقة الحال فما ورد في روايتنا مما يوافق العامة فأحمله على التقية . < صفحة فارغة > [ البحث في السجدة ليوسف ] < / صفحة فارغة > ثم قال الزجاج وأما قوله * ( وخَرُّوا لَه سُجَّداً ) * ففيه إشكال وذلك لأن يعقوب ( ع ) كان أبا يوسف وحق الأبوة حق عظيم وأيضا إنه كان شيخا والشاب يجب عليه تعظيم الشيخ . والثالث أنه كان من أكابر الأنبياء إلا أن يعقوب ( ع ) كان أعلى حالا منه . الرابع أن جده واجتهاده في تحصيل الطاعات أكثر من جد يوسف . ولما اجتمعت هذه الجهات الكثيرة فهذا يوجب أن يبالغ يوسف في خدمة يعقوب فكيف استجاز يوسف أن يسجد له يعقوب هذا على تقرير السؤال والجواب عنه من وجوه الأول هو قول ابن عباس : إن المراد بهذه الآية أنهم * ( خَرُّوا لَه سُجَّداً ) * أي لأجل وجدانه سجدوا لله وحاصله أنه كان ذلك سجود الشكر فالمسجود له هو الله إلا أن ذلك السجود إنما كان لأجله . والدليل على صحة هذا التأويل أن قول * ( ورَفَعَ أَبَوَيْه عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَه سُجَّداً ) * مشعر بأنهم صعدوا ذلك السرير ثم سجدوا ولو أنهم سجدوا ليوسف ( ع ) لسجدوا له قبل الصعود إلى السرير لأن ذلك أدخل في التواضع وحينئذ فيكون المراد من قوله * ( إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ ) * أي رأيتهم ساجدين لأجلي أي أنها سجدت لله لطلب مصلحتي والسعي في إعلاء منصبي وعندي أن هذا التأويل متعين لأنه يبعد من عقل يوسف ودينه أن يرضى بأن يسجد له أبوه مع سابقته في حقوق الولاة والشيخوخة والعلم والدين وكمال النبوة . الوجه الثاني في الجواب أن يقال إنهم جعلوا يوسف كالقبلة وسجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه كما يقال سجدت للكعبة قال حسان ما كنت أعرف أن الأمر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعرف الناس بالآثار والسنن فقوله * ( وخَرُّوا لَه سُجَّداً ) * أي جعلوه كالقبلة ثم سجدوا لله شكرا لنعمة وجدانه .
194
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 194