responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 19


ثم علم عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل * ( ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ الله لَه ) * فقال المأمون لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله وأوضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيرا قال علي بن محمد بن الجهم فقام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد وكان حاضر المجلس فتبعتهما فقال له المأمون كيف رأيت ابن أخيك فقال عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم فقال المأمون إن ابن أخيك من أهل بيت النبي الذين قال فيهم إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال وانصرف الرضا ( ع ) إلى منزله فلما كان من الغد غدوت إليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له فضحك ( ع ) ثم قال يا علي بن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه فإنه سيغتالني والله ينتقم لي منه قال الصدوق هذا الحديث عجيب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت ( ع ) . أقول هذا ليس بعجيب لأن الله سبحانه يجري الحق لأوليائه على ألسنة أعدائه في كثير من الأحوال وفي أغلب الأزمان وفي كتاب الخصال مسندا إلى الأشعري رفعه إلى أبي عبد الله ( ع ) قال : ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه الطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق قال الصدوق ومعنى الطيرة في هذا الموضع هو أن يتطير منهم قومهم فأما هم عليهم السّلام فلا يتطيرون وذلك كما قال الله عز وجل في قوم صالح * ( قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ الله ) * وكما قال آخرون لأنبيائهم * ( إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) * الآية . وأما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا أنهم يحسدون غيرهم وذلك كما قال الله عز وجل * ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِه فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) * . وأما التفكر في الخلق فهو بلواهم عليهم السّلام بأهل الوسوسة لا غير ذلك كما حكى الله عنهم من الوليد بن المغيرة المخزومي * ( إِنَّه فَكَّرَ وقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) * يعني قال للقرآن * ( إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) * . أقول ما ذكره من التأويل حسن إلا أن في الكافي وغيره تتمة للحديث لا يحتمله وهي لكن المؤمن لا يظهر الحسد ومن ثم حمل جماعة من أهل الحديث على ما هو أعم من

19

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست