نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 183
فإن الله يخرجك من السجن إلى ثلاثة أيام ويملكك مصر وأهلها فلم يلبث يوسف إلا تلك الليلة حتى رأى الملك رؤيا أفزعته فقصها على أعوانه فلم يدروا ما تأويلها فذكر الغلام الذي نجا من السجن يوسف فقال أيها الملك أرسلني إلى السجن فإن فيه رجلا حليما عليما وقد كنت أنا وفلان اغتضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا فعبرها لنا وكان كما قال ففلان صلب وأما أنا فنجيت فقال له الملك انطلق إليه فدخل وقال * ( يُوسُفُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ ) * فلما بلغ رسالة يوسف الملك قال * ( ائْتُونِي بِه أَسْتَخْلِصْه لِنَفْسِي ) * فلما بلغ يوسف رسالة الملك قال كيف أرجو كرامته وقد عرف براءتي وحبسني سنين فلما سمع الملك أرسل إلى النسوة ف * ( قالَ ما خَطْبُكُنَّ قُلْنَ حاشَ لِلَّه ما عَلِمْنا عَلَيْه مِنْ سُوءٍ ) * فأرسل إليه وأخرجه من السجن فلما كلمه أعجبه كلامه وعقله فقال اقصص رؤياي فإني أريد أن أسمعها منك فذكره يوسف كما رأى وفسره قال الملك صدقت فمن لي بجمع ذلك وحفظه فقال يوسف إن الله أوحى إلي أني مدبره والقيم في تلك السنين السبع الخصيبة يكبسه في الخزائن في سنبله ثم أقبلت السنون الجدبة أقبل يوسف على جميع الطعام فباعهم بالسنة الأولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها درهم ولا دينار إلا صار في مملكة يوسف وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر إلا صار في مملكة يوسف ( ع ) وصاروا عبيدا له فقال يوسف للملك ما ترى فيما خولني ربي قال الرأي رأيك قال إني أشهد الله وأشهدك أيها الملك إني أعتقت أهل مصر كلهم ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ورددت عليك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلا بسيرتي ولا تحكم إلا بحكمي فقال له الملك إن ذلك لديني وفخري وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسوله الحديث وقال في العرائس فلما تبين للملك عذر يوسف وعرف أمانته وكفايته وعقله قال * ( ائْتُونِي بِه أَسْتَخْلِصْه لِنَفْسِي فَلَمَّا جاءَه الرَّسُولُ ) * قال أجب الملك الآن فخرج يوسف ودعا لأهل السجن بدعاء يعرف إلى اليوم وذلك أنه قال اللهم اعطف عليهم قلوب الأخيار ولا تعم عليهم الأخيار فهم أعلم الناس بالأخبار إلى اليوم في كل بلدة فلما خرج من السجن كتب على بابه هذا قبر الأحياء وبيت الأحزان وتجربة
183
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 183