نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 172
حبس يوسف أخاه قال * ( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ) * فشكر الله له ذلك . فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب وكان موسى من ولده . قال يعقوب يا بني أخبرني بما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي قال يا أبت اعفني من ذاك قال فأخبرني ببعضه قال يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا انزع القميص فقلت لهم يا إخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا علي السكين وقالوا لئن لم تنزع لنذبحنك فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه فلما أفاق قال يا بني حدثني قال يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني فأعفاه . قال ولما مات العزيز وذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت فقالوا لها لو قعدت للعزيز وكان يوسف فقالت أستحي منه فلم يزالوا بها حتى قعدت له فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه وقالت الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا وجعل العبيد بالطاعة ملوكا فقال لها يوسف وهي هرمة ألست فعلت بي كذا وكذا فقالت يا نبي الله لا تلمني فإني بليت بثلاثة لم يبل بها أحد قال وما هي قالت بليت بحبك ولم يخلق الله لك نظيرا وبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا وبليت بأن زوجي كان محصورا بفقد الحركة يعني عنينا فقال لها يوسف ما حاجتك قالت تسأل الله أن يرد علي شبابي فسأل الله فرد عليها فتزوجها وهي بكر . وعن أبي جعفر ( ع ) في قوله * ( قَدْ شَغَفَها حُبًّا ) * يقول قد حجبها حبه عن الناس فلا يعقل غيره والحجاب هو الشغاف والشغاف هو حجاب القلب أقول المشهور بين المفسرين واللغويين أن المراد شق شغاف قلبها وهو حجابه حتى وصل إلى فؤادها وحبا نصبا على التمييز وكان ما في الحديث بيان لحاصل المعنى . قال الطبرسي رحمه الله وروي عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ( ع ) وغيرهم قد شعفها بالعين أي ذهب بها كل مذهب الأمالي عن أبي بصير عن الصادق ( ع ) أن يوسف لما صار في الجب وأيس من الحياة كان دعاؤه اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع إليك صوتي ولن تستجيب لي دعوة فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته علي وشوقي ثم بكى أبو عبد الله ( ع ) ثم قال :
172
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 172