نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 17
ويعلم بأعلامه فقالوا لن نؤمن لك حتى تسأله فقال موسى ( ع ) يا رب إنك قد علمت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم فأوحى الله إليه يا موسى سلني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى ( ع ) يا * ( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي ولكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَه ) * وهو يهوي * ( فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّه لِلْجَبَلِ ) * بآية من آياته * ( جَعَلَه دَكًّا وخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) * يقول رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي * ( وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) * منهم بأنك لا ترى فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله * ( ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه ) * فقال الرضا لقد همت به ولو لا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه وقد حدثني أبي عن أبيه عن الصادق ( ع ) قال * ( هَمَّتْ بِه ) * بأن تفعل وهم بأن لا يفعل فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل * ( وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * قال الرضا ( ع ) ذاك يونس بن متى * ( ذَهَبَ مُغاضِباً ) * لقومه * ( فَظَنَّ ) * بمعنى استيقن * ( أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) * أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قوله تعالى * ( وأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاه فَقَدَرَ عَلَيْه رِزْقَه ) * أي ضيق وقتر * ( فَنادى فِي الظُّلُماتِ ) * ظلمة الليل وظلمة البحر وبطن الحوت * ( أَنْ لا إِله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) * بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت فاستجاب الله له وقال عز وجل * ( فَلَوْ لا أَنَّه كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِه إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) * فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله * ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ) * قال الرضا ( ع ) يقول الله حتى إذا استيئس الرسل من قومهم إن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل * ( لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ ) * قال الرضا ( ع ) لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله ( ص ) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما فلما جاءهم ( ص ) بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا * ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ ) *
17
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 17