نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 168
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله أما بعد فقد فهمت كتابك تذكر فيه أنك اشتريت ابني واتخذته عبدا وأن البلاء موكل ببني آدم وأن جدي إبراهيم ألقاه نمرود في النار فلم يحترق وجعلها الله له * ( بَرْداً وسَلاماً ) * وأن أبي إسحاق أمر الله جدي أن يذبحه بيده فلما أراد ذبحه فداه بكبش عظيم وأن كان لي ولد ولم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه فأخرجوه إخوته ثم رجعوا إلي وزعموا أن الذئب أكله فاحدودب لذلك ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري وكان له أخ من أمه كنت آنس به فخرج مع إخوته إلى ما قبلك ليمتاروا لنا طعاما فرجعوا إلي وذكروا أنه سرق صواع الملك وقد حبسته وإنا أهل بيت لا يليق بنا السرقة ولا الفاحشة وأنا أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا مننت علي به وتقربت إلى الله ورددته إلي فلما ورد الكتاب إلى يوسف أخذه ووضعه على وجهه وبكى بكاء شديدا ثم نظر إلى إخوته فقال لهم * ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأَخِيه إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ) * فقالوا * ( إِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وهذا أَخِي قَدْ مَنَّ الله عَلَيْنا ) * فقالوا * ( لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنا وإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ) * أي لا توبيخ ولا تعنيف * ( يَغْفِرُ الله لَكُمْ ) * فلما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب رفع يعقوب يده إلى السماء فقال يا حسن الصحبة يا كريم المعونة وخير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك فهبط جبرئيل ( ع ) فقال له يا يعقوب ألا أعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك وابنيك قال نعم قال قل يا من لم يعلم أحد كيف هو إلا هو يا من سد الهواء وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء ائتني بروح منك وفرج من عندك قال فما انفجر عمود الصبح حتى أتي بالقميص فطرح عليه فرد الله عليه بصره وولده . أقول : ورد في سبب معرفتهم له أنه تبسم فلما أبصروا ثناياه كانت كاللؤلؤ المنظوم شبهوه بيوسف . وقيل : رفع التاج عن رأسه فعرفوه . وفي قوله : * ( إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ) * أي شبان أو صبيان تعليم لهم كيف يعتذرون . روي عن الصادق ( ع ) كل ذنب عمله العبد وإن كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه معصية ربه فقد حكى الله قول يوسف لإخوته * ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وأَخِيه إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ) * فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم في أنفسهم في معصية الله .
168
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 168