نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 167
أقول : جاء في الحديث لم تعط أمة من الأمم * ( إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ) * عند المصيبة إلا أمة محمد ( ص ) ألا ترى إلى يعقوب حين أصابه ما أصاب لم يسترجع وقال * ( يا أَسَفى ) * وذلك لما جاء في الحديث من أن المسترجع عند المصيبة يبنى له بيت في الجنة وكلما ذكر المصيبة واسترجع كان له مثل ثوابه عند الصدمة الأولى . ثم اعلم أنه اختلف في قوله * ( وابْيَضَّتْ عَيْناه مِنَ الْحُزْنِ ) * كما أن الشيعة اختلفوا في أنه هل يجوز على الأنبياء مثل هذا النقص في الخلقة . قال أمين الإسلام الطبرسي لا يجوز لأن ذلك ينفر . وقيل يجوز أن لا يكون فيه تنفير ويكون بمنزلة سائر العلل والأمراض انتهى فمن قال لا يجوز ذلك يقول إنه ما عمي ولكنه صار بحيث يدرك إدراكا ضعيفا ويئول بأن المراد أنه غلبه البكاء وعند غلبة البكاء يكثر الماء في العين فتصير العين كأنها ابيضت من بياض ذلك الماء ومن يجوز ذلك يحملها على ظاهرها . والحق أنه لم يقم دليل على امتناع ذلك حتى يحتاج إلى تأويل الآيات والأخبار الدالة على حصوله على أنه يحتمل كما قيل أن يكون على وجه لا يكون فيه نقص ولا عيب في ظاهر الخلقة والأنبياء عليهم السّلام يبصرون بقلوبهم ما يبصر غيرهم بعينيه وفيه أيضا عن أبي جعفر ( ع ) قال سدير أخبرني عن يعقوب حين قال لولده * ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وأَخِيه ) * كان علم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عينه عليه من البكاء قال نعم علم أنه حي دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه ملك الموت بأطيب رائحة وأحسن صورة فقال له من أنت فقال أنا ملك الموت أليس سألت الله أن ينزلني عليك ما حاجتك يا يعقوب قال له أخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أو متفرقة قال تقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة قال يعقوب فأسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف فقال لا فعند ذلك علم أنه حي فقال لولده * ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وأَخِيه ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله ) * وكتب عزيز مصر إلى يعقوب أما بعد فهذا ابنك اشتريته * ( بِثَمَنٍ بَخْسٍ ) * وهو يوسف واتخذته عبدا وهذا ابنك بنيامين أخذته وقد وجدت متاعي عنده واتخذته عبدا فما ورد على يعقوب شيء أشد من ذلك الكتاب فقال للرسول مكانك أجيبه فكتب إليه يعقوب
167
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 167