نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 166
سرقوا وما كذب إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه فلما أخرج ليوسف الصاع من رحل أخيه قال إخوته * ( إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَه مِنْ قَبْلُ ) * يعنون يوسف فتغافل يوسف ( ع ) وهو قوله * ( فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِه ولَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً والله أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ ) * فاجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما أصفر وكانوا يجادلونه في حبسه وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر ويقطر من رؤسها دم أصفر وهم يقولون له * ( أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَه أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَه إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) * فأطلق عن هذا فقال يوسف * ( مَعاذَ الله أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَه ) * ولم يقل إلا من سرق متاعنا * ( إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ ) * فلما أيسوا وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم يهودا بن يعقوب * ( أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ الله ) * في هذا * ( ومِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ ) * فارجعوا أنتم إلى أبيكم أما أنا فلا أرجع إليه * ( حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ الله لِي وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) * ثم قال لهم * ( ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا وما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ ) * فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف وكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبين يوسف وغضب وكانت على كتف يهودا شعرة فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم وكان لا يسكن حتى يمسه بعض ولد يعقوب وكان بين يدي يوسف ابن له في يده رمانة من ذهب يلعب بها فأخذ الرمانة من الصبي ثم دحرجها نحو يهودا وتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فذهب غيظه فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف حتى فعل ذلك ثلاثا . أقول السقاية المشربة التي كان يشرب منها الملك ثم جعل صاعا في السنين الشداد القحاط يكال به الطعام وقوله * ( إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) * تورية على وجه المصلحة أي سرقتم يوسف . ثم قال علي بن إبراهيم ) * فلما رجعوا إلى أبيهم وأخبروه بخبر أخيهم قال يعقوب * ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى الله أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ) * يعني يوسف وبنيامين ويهودا الذي تخلف بمصر ثم * ( تَوَلَّى عَنْهُمْ وقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وابْيَضَّتْ عَيْناه مِنَ الْحُزْنِ ) * يعني عميت من البكاء * ( فَهُوَ كَظِيمٌ ) * أي محزون الأسف أشد الحزن : وسئل أبو عبد الله ( ع ) ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف فقال حزن سبعين ثكلى بأولادها وقال إن يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال وا * ( أَسَفى عَلى يُوسُفَ ) * .
166
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 166