نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 165
وقوله * ( لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ ) * المشهور بين المفسرين أنه إنما قال ذلك لما خاف عليهم من العين . وقيل لما اشتهروا بمصر بالحسن والجمال وإكرام الملك لهم خاف عليهم حسد الناس . ثم إن العبد مأمور بملاحظة الأسباب وعدم الاعتماد عليها والتوكل على الله قال أولا ما يلزمه من الحزم والتدبير ثم تبرأ من الاعتماد على الأسباب بقوله * ( وما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله مِنْ شَيْءٍ ) * . فخرجوا وخرج معهم بنيامين وكان لا يؤاكلهم ولا يجالسهم ولا يكلمهم . فلما دخلوا على يوسف وسلموا نظر يوسف إلى أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعيد فقال يوسف أنت أخوهم قال نعم قال فلم لا تجلس معهم قال لأنهم أخرجوا أخي عن أبي وأمي ثم رجعوا وزعموا أن الذئب أكله فآليت على نفسي أن لا اجتمع معهم ما دمت حيا قال فهل تزوجت وولد لك قال نعم ثلاث بنين سميت واحدا منهم الذئب وواحدا منهم القميص وواحدا الدم قال وكيف اخترت هذه الأسماء قال لئلا أنسى أخي كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي قال يوسف لهم اخرجوا وحبس بنيامين فلما خرجوا من عنده قال يوسف لأخيه * ( أَنَا أَخُوكَ ) * يوسف * ( فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) * ثم قال له أنا أحب أن تكون عندي فقال لا يدعوني إخوتي فإن أبي قد أخذ عليهم ميثاق الله أن يردوني إليه قال أنا أحتال بحيلة فلا تخبرهم بشيء فقال لا * ( فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ ) * وأحسن إليهم قال لبعض قوامه اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه إخوته فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم أمر مناديا ينادي * ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) * فقال إخوة يوسف * ( ما ذا تَفْقِدُونَ قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ ولِمَنْ جاءَ بِه حِمْلُ بَعِيرٍ وأَنَا بِه زَعِيمٌ ) * أي كفيل فقال إخوة يوسف * ( تَا لله لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وما كُنَّا سارِقِينَ ) * قال يوسف * ( فَما جَزاؤُه إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُه مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِه ) * حبسه * ( فَهُوَ جَزاؤُه فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيه ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيه ) * فحبسوا أخاه وهو قوله تعالى * ( وكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ ) * أي احتلنا له * ( ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاه فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله ) * . وسئل الصادق ( ع ) في قوله تعالى * ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) * قال ما
165
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 165