نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 126
وفي الفقيه كلمة إلى موجودة في المواضع وفيه عند ذكر المفرد في الموضعين نادى وعند ذكر الجمع ناداهم ومن ثم قال بعض المحققين ليس مناط الفرق بين أفراد الصيغة وجمعها بل ما في الحديث بيان للواقعة . والمراد أن إبراهيم ( ع ) نادى هلم إلى الحج بلا قصد إلى مناد معين أي الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين فلذا يعم الموجودين والمعدومين فلو ناداهم إلى الموجودين وقال هلموا إلى الحج قاصدا إلى الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين فضمير هم في ناداهم راجع إلى الناس الموجودين فالمناط قصد المنادي المعين المشعر إليه بلفظهم في إحدى العبارتين وعدم القصد في الأخرى المشعر إليه بذكر نادى مطلقا لا الإفراد والجمع . أقول وجه التحقيق فيه أن الموجودين وقت الخطاب كانوا جماعة من الأحياء فلو خاطبهم باللفظ الصالح لهم لكان متوجها إليهم لأن الأصل في الخطاب أن يكون متوجها إلى من يقبل صيغة الخطاب ولما عدل عنه إلى الإفراد مع عدم القرينة على تعيين المخاطب كان شاملا لكل من يقبل أن يكون مخاطبا ولو بعد الوجود وإلا لكان الخطاب عبثا خاليا عن الحكمة والفائدة وفيه عن أبي جعفر ( ع ) قال : إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم ( ع ) ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة وفيه عنه ( ع ) أن الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم * ( وأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا ) * فنادى فأجيب * ( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) * وقال إنما سميت الخيل العراب لأن أول من ركبها إسماعيل وقال عليه السّلام إن بنات الأنبياء لا يطمثن إنما جعل الطمث عقوبة وأول من طمثت سارة وعنه ( ع ) صار السعي بين الصفا والمروة لأن إبراهيم ( ع ) عرض له إبليس فأمره جبرئيل ( ع ) فشد عليه فهرب منه فجرت به السنة يعني به الهرولة وفيه عن الرضا ( ع ) إنما سميت منى بمنى لأن جبرئيل ( ع ) قال هناك يا إبراهيم تمن على ربك ما شئت فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره الله بذبحه فداء له فأعطاه الله
126
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 126